Wednesday, September 27, 2006

ادب فرق الاعدام


زووم إن
أدب فرق الإعدام


"القلم والبندقية: لهما فوهة واحدة". عبارة قالها صدام حسين في زمن حروبه وحكمه، وقد أصبحت أصلاً معرفيا في خدمة الثقافة الخاكية (اي في خدمة العسكر) التي ألف عنها عباس خضر كتابا صدر لدى منشورات دار الجمل.

عبارة صدام تذكرنا بقول ماو تسي تونغ "الثورة تنبع من فوهة البندقية"، او دعوة ستالين الى "هندسة الارواح" في الادب، والعباقرة الثلاثة جعلوا الكتّاب يغرقون في "الادب" الخاكي او النفايات الكلامية. قال صدام كلمته ووجد مترجمو سلطة حربه، فرصة لتدبيج الدواوين والقصص عن السواتر والدم والجماجم ومدح الاستشهاد. ربما اقرب تعبير عن خاكية هذا الزمن وحجم الكارثة التي أصابت البشرية من جراء عسكرة الثقافة، كلمة احدى الشاعرات العربيات في ختام مهرجان المربد السادس 1985: "الشاعر الذي نريد، عليه ان يكون كالجندي في جبهات القتال. كذلك القصائد اذ غابت عنها رائحة البارود والدم فهي عفنة، وكذلك فإن الشاعر المساوم هو جندي هارب من الجبهة وعلينا ان نلاحقه ونحرق كل قصائده".

كل كلمة يقولها صدام كانت تنظم شعريا، يصرح بأن "القتال واجب مقدس"، فتتحول القصائد في ليلة وضحاها الى قصائد مقاتلة. ويخطب "ان الشهداء يرسمون مستقبل العراق" فيترجم الشعراء لوحة النضال الرفاقي في الزمن الخاكي:"متعبا، عاد من طاهري، وحيا الرفاق، غير ان الرصاصة.. في صدره، رسمت لوحة رائعة، للعراق".

مدح الشعراء في تاريخهم السلاطين والأغبياء ولكنهم لم يصلوا كما مجد صدام حسين، فقائمة المداحين له ولحربه تتجاوز الالف كاتب وشاعر عراقي وعربي. ما سر هذا الحب يا ترى؟ في تصور عباس خضر، ان علاقة العرب بالحاكم علاقة مرضية، اقرب الى المازوشية، لها جذورها التاريخية لا تخلو من علل اجتماعية، لم يكن حب صدام عذريا، انما حب وهوس ممزوجان بعقد نفسية وتاريخية. كان صدام الصورة الكاملة للبطل الصحراوي الذي صنعته الظروف والمخيلة العربيتان. ووجد الشعراء الخاكيون كل الوسائل المتاحة عسكريا وتاريخيا لتقديم الولاء.

المتابع للادب الخاكي، لن يجد شيئا يستحق التسامح والغفران، بل سيشعر بالقرف من جراء السطحية التي تناول فيها الادباء الحرب بحسب المؤلف، وكأنها ليست حربا يموت فيها العراقيون بل على موعد مع الجنة وفاء للقيادة الخاكية. وفي ذهنيتهم، القتلى هم سعداء، والسمك يفرح بالقذائف وهي تخترق المياه باتجاه العدو، والشهداء لا يموتون بل يعودون ليلا ويضاجعون زوجاتهم ويحتسون الشاي، لأنهم ماتوا لأجل المسيرة البعثية.

حول "الخاكيون" الثقافة في العراق الى بيت دعارة سياسية للعساكر ليفعلوا ما يشغلوا ثقافة الانسان، وانتجوا نفايات ثقافية، وآلافاً من الكتب التافهة، واغرقوا المجتمع بثقافة الكيتش.

اذا قلنا ان بعضهم ارغم على الاستتباع لصدام، فثمة ضيوف عرب على العراق من جماعة الخاكية، كانت قسوتهم على معارضي العراق ومنفيي البعث اشد من تحريض بعثيي صدام. يقول المصري مختار النادي:

"اقطع رقاب خوارج المنفى

وأرجعهم لسادتهم بأكياس البريد".

مهرجان المربد اهم المهرجانات الثقافية العربية في العراق، فقد كانت تدعى اليه اعداد هائلة وصلت في المربد السادس الى اكثر من الف كاتب وشاعر، ومنهم اسماء شعرية ونقدية وعربية لامعة. وشاءت الحكومة الخاكية في العراق ان يكون المربد واجهتها الإعلامية للعالم والعرب، يقرأ المصري علي شلش البيان الختامي للمربد السادس:"من هذا المنبر نؤكد وقوف المفكرين كل المفكرين والشعراء والأدباء العرب مع المقاتل العراقي في خندق صموده وخندق الفكر المقاتل، فمجدا للعراق وقائده العظيم".

تنص البرقية الموجهة الى صدام حسين باسم جميع المشاركين، والتي قرأها المغربي احمد المديني على الكلمة الآتية:" لقد رأينا يا سيادة الرئيس كيف تقذفون بالحق على الباطل بكلمة (لا). كيف تشمرون عن سواعدكم بكلمة (نعم) لاضاءة مواطن المستقبل. وليس لنا نحن الادباء والشعراء العرب المشاركين في مهرجان المربد السادس ان نتوضأ بماء النصر الذي قدتم العراق اليه فحملتم به عبئا عنا وقدمتموه لنا هدية. هي هدية التاريخ للأجيال القادمة ضوءا وامثولة وفداء".

كانت في قائمة المشاركين بالضرورة (الموقعين) على هذه البرقية اسماء عربية تصدح بكتابات الحرية والسلام والحب والالم هل كانت برقيات موقعة برغبة كاملة منهم؟.

قد يقول قائل، ربما رفعتها الحكومة العراقية باسم جميع الادباء؟ ولا دخل لهم بالبقية! هذا وارد، والمرجح، فالدكتاتورية الصدامية كانت تفعل كل شيء لأجل غايتها، ولكن لماذا لم يوضح الأدباء عن مشاركتهم.

بعد هروب كتاب التعبئة الى المنافي او ظهورهم بعد سقوط صدام، اعرب بعضهم بأنهم كانوا مغلوبين على أمرهم في كتاباتهم التعبوية، ولا مهرب لهم من الكتابة للطاغية.الم يسمع بعضهم بالشاعر محمود البريكان في العراق، الم يكن من الصامتين؟ يقول عبد الرزاق عبد الواحد"عجزنا، نحن اصدقاؤه، وعجزت وزارة الثقافة والاعلام عن ان تحصل من محمود على مجموعة شعرية له وتنشرها، رغم ما قدمت له من مغريات!" وكلمة مغريات هنا مثيرة جدا، ولكن ليس بقدر الموقف الانساني للبريكان. هذا الشاعر الذي قتله لص وهو يعيش في عزلته، وقد نشرت قصائده بعد موته.

اراد الخاكيون ان يكون البريكان خاكيا ورفض، وهم يريدون كل شيء في اطار الخاكية، ويصنفون الحياة الثقافية حسب القوالب الجاهزة حزبيا. رغم سقوط صدام تحولت الخاكية لدى البعض الى روح ونفس واعتقاد ودين.

"الادب الخاكي" العراقي والعربي لم يكن موجها للشارع والإنسان البسيط، انه شعر مجلس قيادة الثورة والحرب كما قال نزار قباني في كلمة الشعراء العرب في مهرجان المربد عام 1985، "لا اعتقد ان حكومة ثورية في اي مكان في العالم، أدخلت الشعر في جدول اعمال مجلس قيادة الثورة، ومناقشات مجلس الوزراء، وفي خطط التنمية والاعمار، مثلما فعلت الحكومة العراقية".

الادب الخاكي ادب فرق الاعدام حقا، كان نتيجة طبيعية لثقافة غير طبيعية موغلة بالدم. تقوم على فكرة الغاء الآخر ومحوه، وتمجيد القتلة وصانعي الحروب.


محمد حجيري

لقاء مع احد المنافقين الصداميين




رئيس اتحاد أدباء العراق السابق .. الشاعر رعد بندر يكسر حاجز الصمت في أول لقاء خاص لـ «الرياض» بعد سقوط بغداد:
صدام كتب «أخرج منها ياملعون» ولم يكن لي يد بها ولقائي بالروائي المصري جمال الغيطاني لكتابة رواية لعدي لا أساس لها من الصحة


دبي - مكتب «الرياض»:
في حديث يقطر بالألم والحسرة لما أصاب العراق والمحاولات المستميتة لمحو ذاكرة الأوطان ومسح ما تبقى من إرث حضاري وثقافي في ربوعها، بدأ رعد بندر حديثه العابق برائحة عراق الأصالة والتاريخ، عراق الرشيد وموئل العلم والعلماء، حسرة على ما آلت إليه الأمور، فسألناه هل سقطت بغداد؟ فأجاب:
- بغداد لم تسقط إنها تحت الاحتلال، لا يمكن لهذه المدينة التي جمعتْ مشيمتُها كل رئات الأرض أن تنحني أو تسقط في غفلة من الدموع والدماء، أما سقطت فهذا تعبير لا أريد الخوض به.... المعجزات لا تسقط أبدا، نعم إن ما نشهده اليوم هو انعكاس لحالة وهن وضعف ألمت بالجسد العربي في خضم ضبابية المشهد إلا أن الدم العربي لا يمكن له إلا أن يكون دما ذا نبوءة ماردة، بغداد تقاتل بالنيابة.. الآن على الأقل، ومهما روج وعي الآخر وحاول اللعب على المفردات.. فالاحتلال لا يمكن أن يكون تحريرا... هذه الرمادية المقيتة لم تعد قابلة للتنفس إنها تتهاوى شيئا فشيئا.. يزحف عليها بياض المراهنات المحسومة بدقة متناهية.. ومن المفارقة العصية على الفهم، أن الأمريكان أنفسهم يسمون وجودهم في العراق احتلالا والآخرين يسمونه تحريرا لا أريد أن أقول أن ثقافة الاحتلال قد سادت وهيمنت على المشهد بتفاصيله الدامية لأنها غير قادرة على فرض حضورها الغائب أصلا على المثقف الذي فرز الألوان وحدد خانات انتماءاته وخرق الذي افترضه الآخر واقعا جديدا، وليس صدفة أن يكون هناك خطان: الأول الرافض المنزوي المتأمل والعاض على أصابعه والثاني المنزلق في المتاهة الداعي لها والراقص على إيقاعاتها النشاز وليس صدفة أيضا أن يكون الرافض للاحتلال إرهابيا!! والقابل به والقابع في سوداويته وطنيا حد النخاع!! ربما يكون بول إيلوار الشاعر الفرنسي المقاوم للنازية إرهابيا!!وأعجب لمثل هكذا توصيفات غارقة في هلاميتها... امريكا نفسها حين تتعرض للغزو هل سيصمت أدباؤها ومفكروها وهل سيقبعون في سوداوية الآخر القادم؟؟ وهل سيمر التوصيف السابق مرورا مشوبا بالحذر وينقسم الحاصلون على ثلاثة أرباع جائزة نوبل بين رافض منزو وبوق ناعق للمحتلين الأشراف تماما!!... إنني هنا أتحدث عن شريحة يفترض بوعيها أن يكون كونيا، وعقلها مؤثثا بالجمال وليس القبح الذي يتضامن مع كل ما هو رديء ومُستلب ومجاني.... فإذا صار انحيازنا واضحا للأوطان التي تسرق من أحضان أبنائها.. وإذا نفضنا عن خلايانا أغبرة الحيرة وأبخرة السواد سيكون الاحتلال واقعا خارج الواقع وحصانا لا يراهن عليه إلا أبواقه ومريدوه والمتشبثون بأذياله.. عندها فقط تكون بغداد في زمن غير زمنها.. زمن قابل للوقوف وليس السقوط الذي لايليق بلبوة مثلها أبدا....
٭ هل لك أن تحدثنا عن الساعات الأولى لدخول قوات الاحتلال إلى بغداد؟
- كان يوماً كارثياً بكل المقاسات، قفز من التقويم المعلق على الحائط الى التقويم المعلق على الذاكرة وبدأت الأمور أشبه ما تكون بمشهد درامي للغاية لمخرجين هوليوديين مهرة، تنافسوا على صناعة وتجميل عبقرياتهم لإظهار الشعب العراقي على أنه شعب ينصاع للهيمنة وينجر لمنزلقات الحرية المستوردة وليس مهتما بجثة الوطن المذبوح بقدر ما يهتم بالغنائم المباحة والتي كان الهوليودييون عباقرة فعلا في(إشغال الأول المتحضر بالثالث المتخلف)وترك مهمة القتل خارج متن التصوير الدراماتيكي، بعيدا عن الذهول.. على مقربة من الانحياز للفطرة التي تلاقت - أو هكذا أريد لها - مع الترويج المبكر للمشهد الذي سيكون عليه قطعان السلب!! ولهذا لم أفاجأ حين رأيت كيف اقتحمت الدبابات أبواب الوزارات وأومأ الجنود لتلك القطعان بالدخول وممارسة عملية السطو والسرقة تحت تغطيات عدسات الهوليوديين المهرة في حين أحاطت العربات المصفحة بوزارتي المالية والنفط ومنعت مجرد الاقتراب منهما، وهذا ما حصل لدار الكتب والوثائق العراقية والتي تمثل ذاكرة الوطن عبر قرون بالسماح للمندفع والمندهش بإحراقها على مرأى فوهات (المحررين).. أما عن دار صدام للمخطوطات والتي تحتوي على كنوز تأريخية لا تقدر بثمن كالمصحف الشريف بخط الإمام علي ورسائل هارون الرشيد والخلفاء العباسيين وأخرى تأريخية نادرة والمتحف الوطني العراقي ودائرة الآثار العراقية العامة التي يعرف كنوزها الجميع ووزارة الثقافة التي تحتوي على لوحات وأعمال عراقية وعالمية لأشهر الفنانين فقد دخلها الأمريكان وشاهد من شاهد كيف انتقلت محتوياتها الى مطار بغداد وحين تمت الجريمة سمحوا لمن تجمعوا لسرقة أوطانهم بالدخول وصوروا هذا بكل دقة ليرموا بالجريمة تحت أقدامهم وهم يحملون الأثاث فقط!!
٭ إذاً كيف وأنتم العارفون بقيمة ما تحتويه المتاحف، ومراكز الآثار والمخطوطات والوثائق، من نفائس تاريخية وحضارية بهذا الحجم، ألم تتوقعوا حصول مكروه لتلك النفائس وما هي احتياطاتكم وخطط الطوارئ التي وضعتموها مسبقاً؟
- كل الاحتياطات لا يمكن أن توقف شراسة المحتل من تفريغ العراق من محتواه التأريخي والإنساني، يبدو أن تأريخ العراق كان مشكلة كونية بالنسبة لهم وأن استهدافه بهذه البشاعة المرعبة كان من أولويات الاحتلال والقادمين معه.. إن استباحة الأرض يعني استباحة من عليها والتأريخ العراقي يبدو كان عائقا أمام الوجود الإنساني الذي يستجدي تأريخا منشأ على الصدفة ماذا كنت تظن بالمسوؤلين عليه.. هل يعلقونه في السماء!! أم يؤمّنونه عند جار غير مؤتمن!! وأعجب ثانية من المتباكين الآن.. والمطالبين بإعادته من سارقيه.. وهم يعرفون تماما في أية زوايا يجلس القرفصاء!! ويتبجحون برسائلهم التي أرسلوها للمنظمات العالمية لتساعد باسترداده.. وهم من ذبحوه قربانا (للمحررين) وقدموه هدية للقتلة.. وأعجب للمرة المليون من هذا الصمت العالمي المطبق والذي دائما ما يبرر للقاتل جريمته ويغفل عن الضحية.. وهنا أتساءل ألم يكن ما وصلنا من الحضارات العراقية ملكا لكل الأرض ومن عليها؟ ملكا للإنسانية جمعاء ألم يكن الإنسان العراقي الغارق بالقدم امتدادا طبيعيا لغيره؟ ولو عكسنا هذه المعادلة قليلا لو حصل ما حصل للعراق قد حصل في الصين أو مصر هل ستكتفي حكوماتهما بإرسال الرسائل المتوسلة للمنظمات العالمية من أجل استرجاع تأريخهما المسروق؟ لا عليك سأجيبك بكل بساطة لوكان احتلالهما غير أمريكي ستكون الإجابة ب لا صاعقة بالتأكيد!! اما والاحتلال أمريكي فسيمتد الخجل والمجاملة الى يوم يبعثون بامتياز؟!! لم يكن الأمر بعيدا عن أي توقع.. إن وجوه الاحتلال بشعة مهما يجملها الآخرون أو يصطنعون لها مسميات وتوصيفات.. تأمل المشهد المضحك المبكي في بروكسل.. لن يغفل الذاهبون الى احتفال تلميع المحتل شيئا يتعلق بصيرورة بقائهم لكنهم أغفلوا موضوعة مطالبتهم بِحَثّ المحتل ومن معه لاستعادة ما تم نهبه وسرقته..
٭ كيف وبغداد تحت الاحتلال منذ أكثر من عامين لم نسمع بغير المطبلين؟؟ أين هم الأدباء الوطنيون وأين ثقافة المقاومة؟
- كل احتلال يقابله مقاومة... الوطن العربي كله كان محتلا وتوارث أدباؤه ثقافة المقاومة كانت تُدرّس قصائدهم في مدارسنا.. حفظنا أسماءهم وانتمينا لها لأنهم كانوا يمثلون الضمير الإنساني الحقيقي ولك أن تعيد تصفح ما هو مكتوب منذ بدايات القرن العشرين ستجد تلالا لا حصر لها من المؤلفات تدين الاحتلال وتهتف لمقاومته وأنت تعلم أن أدب المقاومة يناهز عمر الإنسان على الأرض فقد خاض الأدب العربي تجارب شديدة الوطأة منذ القرن الخامس الهجري وحتى عام 1967 قمة تفاقم الوعي الأدبي المقاوم مرورا بمدينة بور سعيد المصرية وقصيدة السياب المشهورة عنها وخذ مثلا شعراء العراق في زمن الاحتلال البريطاني وثورة العشرين وما رافقها من أدب مقاوم (الحبوبي، الجواهري، الرصافي، الزهاوي الشرقي، الحلي) وغيرهم.. شعراء فلسطين والجزائر وفيتنام واليابان وفرنسا والأدب الروسي.. شعراء مصر في الاحتلال البريطاني والفرنسي.. كل هؤلاء كانوا يقاومون بالكلمة والموقف ضد الهيمنة الخارجية والحكومات الجاهزة التي ترافقها دائما.. ويقابل هذا ما يسمى بثقافة الاحتلال وهي ثقافة مستعصية على الولادة مهما رُوّج لها.. هي ثقافة(كرة الثلج) أو الخارجة عن المتن في المصطلح الصحفي المتعارف عليه، الثقافة التي تكون حركتها منوطة بعمر المحرك الأساسي لها وهو الاحتلال .. أذكر لي قصيدة واحدة.. واحدة فقط مجّدت المحتل ووصلت إلينا عبر التأريخ وأنا سوف أقطع لساني،وهناك طرف آخر في المعادلة وهم الشعراء الصامتون أو (المتأملون) الذين لصمتهم سببان لا ثالث لهما.. صمت المواربة.. وصمت الخنق الإعلامي والفرق بينهما أن الأول لا يملك المبرر.. أما الثاني فله مبرراته وهي معروفة!! ( قاطعته)و مع من تصنف نفسك؟ وأنت تلوذ بالصمت!! قال: من قال لك هذا..؟ عد لقصيدتي التي نشرت في دمشق في 10 - 1 - ,2004. ربما أكون أول الشعراء الذين أعلنوا موقفهم من الاحتلال....
وعن الأدباء الذين صنفوا أنفسهم بالمناوئين للنظام «السابق» قال: لو صنفنا الأدباء جيلياً سيكون أدباء التسعينيات أكثرهم ممن ادعى معارضة النظام ولكي أكون دقيقا أقول: بعد وقف إطلاق النار في بداية التسعينيات عملت وزارة الثقافة العراقية على توفير المناخ المناسب للأدباء فأعيدت كافة المجلات الأدبية التي توقفت عن الصدور بسبب الحصار وتم طرح أفكار جديدة وفتح مديات جديدة فتشكلت جراء هذا الانفتاح مجموعة من الأدباء ظهروا على الساحة الثقافية العراقية بقوة وأكاد أجزم أن أغلبيتهم لم يكونوا بعثيين... تم طبع مجاميعهم الشعرية والقصصية والنقدية وأمسكوا بزمام المبادرة الثقافية... لم يتعرض لهم أحد ولم تكن سياط النظام على ظهورهم كما يدعون (لا..فلنترك أسماءهم جانبا) هؤلاء الأدباء كانوا يتمتعون بكامل حريتهم في التعبير وللمفارقة بأن أكثرهم حين خرجوا من العراق ولكي يضفوا على أنفسهم صفة(معارضي الداخل) كانوا يتاجرون بإصداراتهم التي صدرت لهم في العراق على أنها كتابات معارضة... تخيل... لكي يمنحوا اللجوء!! احدهم طلب من صديق له أن يجلب له كتاباً (قطع راتب ثلاثة أيام) من دائرته لكي يقدمه ضمن أوراقه للمنظمة الدولية للاجئين في عمان.. كانت هذه المنظمة تقبل لجوءهم لأتفه الأسباب.. المهم توفر النية المسبقة لديه بأن يكون في ليلة وضحاها معارضا من الدرجة الممتازة!! ياصديقي أية معارضة يزعمون.. كانوا جميعهم موظفين في دوائر الدولة وقد خرجوا من العراق بإيفادات رسمية موقعة من وزير الثقافة.. اعطني اسما واحدا كان في سجون النظام.. أعطني اسما واحدا كان سيف النظام على رقبته حينما كان يتلاهث للكتابة .. أعطني اسما واحدا لم يكن لديه راتب شهري من الرئاسة العراقية سواء أكان يعمل أم لا يعمل كلهم كانوا يتاجرون بادعائهم الاضطهاد والقمع وتكميم الأفواه في الخارج وزوجاتهم تستلم رواتبهم من الرئاسة.. عن أية معارضة يتحدثون.. لا أدري... هؤلاء الذين كانوا يتنافسون على ان تتصدّر أسماؤهم قوائم التكريمات التي تصدرها الرئاسة أو وزارة الثقافة.. هؤلاء الذين يسخطون على المعنيين بالمهرجانات لأن أسماءهم سقطت سهوا من قوائمهم!!عن أية معارضة يتحدثون لا أدري.. إنهم ببساطة منافقون بامتياز.
وأضاف الشاعر رعد بندر أنه وخلال انتخابه لمنصب رئيس اتحاد أدباء في العراق عام 1993 التقى الشاعر الجواهري وكان فرات «ابن الجواهري من المتحمسين لمجيء والده والذي لم يغادر العراق والذي كان يكتب في جريدة الجمهورية قبل وفاته عام 1996وحين توفي الجواهري أرسل صدام» في حينه مبعوثا شخصياً للعزاء بوفاته وأقيمت في بغداد وحدها أكثر من ثلاثة مجالس للعزاء، في حين كان قد أبدى الجواهري قبيل عودته من «براغ» إلى سوريا رغبته في العودة إلى العراق خلال زيارة كان قد قام بها إلى السفارة العراقية في الأردن عام 1991و هذا ما شجع الشاعر رعد بندر بوصفه رئيسا لاتحاد الأدباء من أن يلتقي به في دمشق ودعوته لزيارة العراق والاحتفال به وأردف: أنه التقى أيضاً بالشاعر «مظفر النواب» في ليبيا والذي وعده بتلبية الدعوة وقال أيضا: كان في نية الاتحاد إقامة مهرجان (عراقيون) الذي كان من المقرر دعوة كافة الأدباء العراقيين في الخارج بعيدا عن السياسة وقد رحب بالفكرة يومها الشاعر عبد الوهاب البياتي وسعدي يوسف الذي استضافه هو وبعض أعضاء المجلس المركزي للاتحاد في شقته في عمان عام 1993.
وقاطعته بالقول بأنه من الشائع أن من يتولى منصباً كبيراً في عالمنا العربي غالباً ما يطلقون عليه بأنه «عرف كيف تؤكل الكتف» حتى تسلق الهرم ووصل فأين أنت من ذلك... قال مبتسما: أنا من البصرة،و لست من تكريت ولم أنتم لحزب البعث ولكن العراق كان قادرا على استيعاب أبنائه دون تمييز، كان الأدباء العراقيون يلقون كل الدعم والتشجيع من «صدام» لأنه كان يهتم بالأدب ويرعى الأدباء ولم أتعرض لأية مضايقات على عكس ما يشاع.. وإليك هذا المثال ذات مرة وخلال جلسة افتتاح مهرجان «المربد» الشعري عام 1998م وأنت تعلم أن مهرجان المربد كان يحضى باهتمام اعلامي عراقي وعربي واسع ويحضره أهم الأدباء العرب بل أهم أدباء العالم،إضافة إلى اهتمام الدولة منقطع النضير به أذكر أنني قرأت قصيدة عن الإمام علي (كرم الله وجهه) كان عنوانها ((ابو تراب)) لاقت هذه القصيدة شهرة واسعة ورواجا إعلاميا كبيرا.. لم يتعرض لي أحد.. ومثال آخر أذكر أن الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد نشر قصيدة عن الإمام الحسين ولم يتعرض له أحد والقصيدتان صارتا بوسترين يعلقهما الناس في محالهم وبيوتهم.. أريد أن أقول أن النظام لم يكن يتحسس من هكذا قصائد ولم يمر ببال أحد يوما ما أنه كان نظاما طائفيا أبدا.. الطائفية أوجدها الاحتلال وقصائد الشعراء في هذا المجال كثيرة، أما عن قصائدي للجيش العراقي وتاريخ العراق وحضارته لم يدفعني أحد لكتابتها بل أخذت هذه المواضيع مأخذا عاما.. نعم كتبت ما كنت أريد أنا كتابته وقيمتي التأريخية بما كتبته ولن أتنازل عن ما كتبت .
وذكر الشاعر رعد بندر: بعد إجراء انتخابات اتحاد أدباء العراق عام 1993فزت بمنصب رئيس الاتحاد ونافسني في الانتخابات على منصب الرئيس د. خزعل الماجدي وأذكر أن عدة أدباء فازوا في تلك الدورة بمقاعد المجلس المركزي منهم المرحوم رعد عبد القادر ووارد بدر السالم وعبد الزهرة زكي ومحمد تركي النصار وزعيم الطائي وهادي ياسين علي وجواد الحطاب ووسام هاشم وشوقي كريم وغيرهم وهم من الأدباء العراقيين الشباب ثم اعترض من اعترض وأعيدت الانتخابات في العام نفسه وفزت برئاسة الاتحاد للمرة الثانية بعد أن نافسني على المنصب القاص عبد الستار ناصر والناقد الدكتور ضياء خضير وفاز معي د. علي الياسري ود. نجمان ياسين وهادي ياسين علي وجواد الحطاب ومنذر عبد الحر وغيرهم وفي عام 1996م بدأت دورة الانتخابات وهي دورة تعقد كل ثلاث سنوات ورشحت مع من رشح وفزت بأعلى الأصوات . وأذكر لك هذه الحادثة التي شهدها أكثر من ثلاثين اديبا هم من فاز بمقاعد المكتب التنفيذي للاتحاد.. أن وزير الثقافة أنذاك كان عبد الغني عبد الغفور وهو عضو مجلس قيادة الثورة ومسؤول المكتب المهني للحزب.. أذكر أنه استدعى الفائزين لمكتبه في الوزارة وقال ان المكتب المهني للحزب اختار غير رعد بندر لرئاسة الاتحاد وإن حصل على أعلى الأصوات وهو كاف لجعله رئيسا لأن رعدا ليس بعثيا ولا يجوز أن يقود الاتحاد أديب غير بعثي.. دار بيني وبينه نقاش حاد.. وطلب مني أن أكتب ورقة أقول فيها أنني لن أنتمي للحزب.. وكتبت الورقة فعلا أمام الجميع.. بعد ثلاثة أشهر طُلب مني الذهاب الى القصر الجمهوري والتقيت الرئيس صدام حسين الذي عرف بالموضوع وأذكر أنه انزعج كثيرا وانتقد موقف عبد الغني عبد الغفور بشدة.. وقاطعت الشاعر رعد بندر: هل أنت من طلب لقاءه؟؟ لا أبدا هو من طلب رؤيتي بعد أن سمع بالموضوع ولم يكتف بهذا بل أصدر مرسوما بتنحية الوزير عن منصبه .خاصة وأن هذا الوزير قد كرر مثل هذه الأخطاء في كثير من المنظمات المهينة في تلك الفترة.هذه الحادثة يعرفها كافة أدباء العراق .وقاطعته..ماذا قلت لصدام وقتها؟؟ يكفي أنني أنتمي للعراق.. هذا ما قلته لصدام..
وعن آخر لقاء للشاعر «رعد بندر» مع «صدام» قال: كان ذلك في يناير من عام 2003م أي قبل الاحتلال بثلاثة أشهر.. دار الحديث عن رواية «أخرج منها يا ملعون» لصدام حسين وكيف أن صدام كان يعتبرها من أهم ما كتبه من روايات، كما تحدث عن كتابته للشعر وطلب مني أن أكتب له بعض بحور الشعر.. وتحدث عن موسيقى الحرف وقال أن علم العروض لا يمكن دراسته بل هو علم يتأتى مع السليقة،، ونفى الشاعر «بندر» ما تردد من اشاعات عن رواية «اخرج منها يامجنون» بانه كتبها لصدام حسين، كما نفي ما أشيع من أن «عدي صدام حسين» قد أوفده إلى مصر للقاء الأديب المصري «جمال الغيطاني» والطلب منه كتابة رواية باسم عدي أقوى من رواية أبيه حسبما نشرت ذلك بعض المواقع عبر الأنترنت، حيث راجت مثل تلك الإشاعات بشكل كبير بعد الاحتلال وهو كلام لا أساس له من الصحة أبداً بل كانت ضمن نطاق حملات تبناها الآخر للنيل من رعد بندر وهي كما وصفها: تدعو للضحك في زمن البكاء!

سباق المداحين امام الطاغية


سباق المداحين امام الطاغية د. ساهر فاضل الهاشمي


الادباء في عصر الطاغية ، كان لهم نصيب وافر من الهدايا والتكريم والحظوة والوجاهة امام الديكتاتور وحاشيته الرذيلة .. كان كل اويدب يلقي ما عنده في انتظار التكريم الشهي . بعض الادباء لم يكتفوا بما حصلوا عليه فراحوا يتسابقون مع زملائهم للوصول الى القصر . وكان عبد حمود المرافق الشخصي ومستشار صدام هو الذي يرتب تلك اللقاءات عن طريق هاني وهيب وحميد سعيد . وكان الادباء والكتاب الذين يصلون قبل غيرهم هم اصحاب الاعمدة في الصحف والمجلات ، حيث يتبارون في التملق لسيدهم اكثر من غيرهم .
فهذا عبد الجبار محسن قد نال الكثير من سيده اهمها ، عينه مدير التوجيه السياسي في وزارة الدفاع وهو منصب خطير في الثقافة العراقية ابان الحرب العراقية الايرانية ، لانه كان مشرفا ومراقبا على جميع الادباء العراقيين وكانت مسؤوليته المباشرة جر الادباء والشعراء الى حلبة المديح والتعظيم للديكتاتور . وكذلك رأس تحرير جريدة القادسية اضافة الى العديد من المناصب الرفيعة .. وقد كان لعبد الجبار محسن عمودا ثابتا في مجلة الف باء عنوانه نقوش في الذاكرة . وهو عمود مخصص لكيل المديح للسيد المعظم الديكتاتور . في العدد 1788 في 1/كانون الثاني /2003 أي قبل سقوط الطاغية بثلاثة شهور ، ينشر عمودا عنوانه :
ليس لها الاك بداية ومرجعا
ويقول فيه:
ليس لها الاك بداية ومرجعا
للذي كنت اتبع خطاه ..
على استيحاء كنت اتبع خطاه .. وما زلت الوذ بحماه لفرط ما فيه من عظمة وجلال ..
فلقد رايته يقتحم بحر المنايا غير هياب ولا وجل ، ساخرا بالردى ، زاده التقوى ونصرة الله كانت له نعم السلاح .. له في مطلع كل عام تحية وسلام من قلب عصي على محن الزمان ، هش ، رقيق ، ضعيف ، مترف ، ازاء كل همسة او نسمة من حب .
للذي رايته يمسك معول الهدم ليحطم اصنام الفكر ، وجبابرة الكفر واسوار العبودية ويقلب الارض بحثا عن بريق الماء وينبش اعماق النفوس ليخرج من بين ركام السنين ذلك الجوهر المكنون .. له في العام الجديد سلام من قلب لم يجد الطمانينة والسلاما الا في رفيف لون الخاكي عندما ترتديه والا من رفيف عينيك عندما تنثان ضوءا وشهدا ..
للذي عرفته كفا مترعة بالجود فياضة بالحنو رحيمة بذوي القربى وكل عراقي عنده ذو القربى وذو صلة موصلة بالحق وذو نسب .. له تحية في العام الجديد وسلام من قلب غاية البهجة عنده ان يرى العراق بيتا والعراقيين اسرة .
لقاهر الاعداء وساقي الهم كبارهم ، وشاغل صغارهم بانفسهم ومروض الوحش في غابة ، وموقع اهل الشرك في شراكهم ، والمنعم على اهل الحقد والحسد بالمزيد من الحقد والحسد حتى صاروا في حيرة من امرهم ، له تحية في العام الجديد وسلام من قلب يضيره ان الدنيا ما برح للشر فيها مخابئ وزوايا ويسعده انه للخير ملاذ ودرع وسيف ..
لراعي الايامى واليتامى وحامي المساكين وامل الفقراء في لذيذ الزاد وفي مأوى يقي من الحر ويحمي من القر ، وفي غد يجيء دون خوف من عوز للذي صار لهم جميعا ينبوع خير ، وشريان عافية ، ومذاق وطن وتحية له من قلب خبر اليتم والرزايا ولاك الفقر وتجرع المحنا ..
لواهب النور من وقد الفكر والمنهل العذب للكلم الصادق الحكيم ، الجميل المموسق ، للذي يكتنز الحقيقة ويحوم بين الحنايا ملونا باجنحة الفراش واطياف السواقي وهي تجوب الارض الطيبة وبساط البيد في ربيع ايقظه من السحب الدكناء رعد وبريق تحية له في العام الجديد وسلاما من قلب يعشق الكلم الطيب ويذوب وجدا في تلاوين الحرف ونجواه ..
لصدام حسين وحده
وحاشا لله ان نشرك في الهوى غيره
وكبرت نفوسنا ان نتخذ غير الفضيلة مجسدة فيه مربعا ..
وعظمت اقدارنا ان نرتضي دون شموخه لكبرياء العراق موضعا ..
وتعالت فينا الهمم حتى ليس لها الاك ، ايها الصقر الالهي ، بداية ومرجعا ..
فاضرب اعداء الله بنا ، واضرب اعداء الله من اجلنا ودعوة الى السماء ان بقى لك وان تبقى لنا وان يظل النصر لك ديدنا ، ولانت ، انت عشقنا الدائم والمنى وقد يغادر العشق أي قلب الا انا ..
وتكتب فردوس العبادي في مجلة الف باء عمودا عنوانه حكاية في اخر عدد من عام 2003
تقول فيه :
الاعوام تترى وانت في القلب مابرحت مكانك يوما ، ولم تستطع اية قوة ان تبعدك ولو قليلا عن مستقرك في قلبي الذي لم يهوى غيرك في يوم من الايام ..
عام سعيد ايها الوطن الجميل بكل شيء فيه
عام سعيد لكم ايها القائد المفدى .. لكم ايها الرجل الحكيم والكبير عنوان الوطن والحب الكبير الذي نتباهى به امام العالم كله ..
اما الشاعر امجد محمد سعيد فقد اطلق وفاءه لسيده الطاغية بكلمات عجزت قصائده في التعبير عن ذلك الوفاء فراح يكتب تحقيقا صحفيا يقول فيه :
في مهرجانها الربيعي : نينوى ترتدي الاخضر والنصر زهرة وبندقية
ايام لا تنسى تلك التي تتحدث عن نفسها بلغة الطبيعة والجمال والانتصار . ايام ستبقى مضيئة على مدار السنين والعصور ، تلك التي تؤرخ للمجد وحب الوطن وديمومة الحياة . ايام خالدة هي التي يكون شمسها قائد فذ مثل صدام حسين .. تجد القها في عيون الناس وفي اخضرار الشجر والنبات ، في هبوب نسيم الربيع ، في الوان البيبون وشقائق النعمان ، تجد نصره حافلا بالعدل والحق والبطولة ، في شجاعة المقاتلين وعشقهم للقائد والشعب والارض والتاريخ والمستقبل .كان القائد في حدقات عيون الشعب ، وفي ضمائر المحتفلين في اناشيدهم واغانيهم ، كانت صوره تملأ القلوب قبل الامكنة ..الربيع والانتصار ، ربيعان وانتصاران يشكلان اكاليل غار وبطولة تطوق جيد العراق العظيم ، وتحتضن آمال شعبنا العراقي الباسل وجيشنا العملاق تحت راية فارس الامة ومحقق طموحاتها السيد الرئيس صدام حسين .
مجلة فنون العدد 266 لسنة 1985 ص 40
ونستعرض مجموعة اخرى من الكتبة والادباء الذين كانوا يتبارون امام الطاغية في اظهار مواهبهم ونيل التكريم :
ضياء العزاوي
مظفر العاني
سعد البزاز
جاسم العزاوي
احمد هداوي
الياس يوسف متي
رزاق فجر عبود
نوري السعدي
معد فياض ليلى الشيخلي
نوري المرادي
ازهر شريف
جبار محمد الاسدي
صبيح موسى
مؤيد عبد الله
جمال محمد الدكو
نهال العبيدي
جمال حمدي الشرقي
فوزي الطائي
عبد الكريم شنان
عبد الله رمضان عيادة
احمد سويلم مصر
عبد الفتاح شهاب الدين مصر
نصير عبدون لبنان
ناجي ابو المحاسن مصر
خضير الدليمي
سمر حسن العبيدي
منى الخالدي
عباس ماضي
بو جمعة الدنداني تونس
احمد عبد المجيد
نزار حمودي
ايهم عبد الله
سامي مجبل
حسين مشكور
رافع الفلاحي
محسن خضير
منسي سلامة
علاء العاني
سمرعبد الكريم
منتصر الخلف
محمد عبد الفتاح
ايهم صابر النعيمي



وللحديث بقية .

الدكتور ساهر فاضل الهاشمي

Tuesday, September 26, 2006

خراب العراق


اسماء في الذاكرة العراقية
هؤلاء شاركوا في خراب العراق د.ساهرالهاشمي



في عصر أي ديكتاتور ، ينشط المتملقون واشباه الادباء والكتاب والمتطفلون والاوصياءعلى الادب والثقافة .. الامثلة كثيرة ومتكررة ، في اماكن متفرقة من العالم نجد بعض الادباء والمثقفين قد سارعوا الى بث الروح في حكامهم المحتضرين وزرق جرعة الانعاش في اجسادهم الذاوية والمريضة والتاريخ لم يغفل تلك المواقف ابدا. في العراق كانت تجربة الكتابة للديكتاتور كبيرة ومثيرة ومتميزة واكثر مأساوية . لقد انبرى مئات الكتاب في العراق لتسجيل مواقفهم على صفحات مجلات وصحف النظام المسحوق ونشروا القصائد والقصص والمقالات والتهاني واحاسيس ومشاعر في اوسع عملية استخفاف بعواطف الناس المغلوبين على امرهم ، فقد كتبوا عن بطولات صدام المهزوم الموهومة وحولوا هزائمه الى نصر مؤزر وسموه بطل التحرير القومي وكتبوا عن ايام حكمه باعتزاز وعدوها بانها فخر العرب والعراقيين وانه نعمة من الله تعالى وذهب البعض الى وصفه بانه النبي والاله وانه حلم باسرائه ومعراجه وانه الغالب لا المغلوب والزاهي الاسعد والحاكم الامثل الاوحد والمتحضر الاول وحامي المقدسات وموحد الشعب غير المفرق والقوي الامين والزاهد والمتصوف المتدين الذي لا مثيل له ومخترع الوصايا . وقال عنه البعض بانه الكرامة والخبز والنعمة . متناسين بأن التاريخ سيسجل كلماتهم ومهاتراتهم وسيخبر الاجيال بان الذي فعلوه في تمجيد وتبجيل الطاغية الارعن والحاكم الغبي والقاتل الباطش ، انما سيطفو على سطح الحقيقة وسيكون بمثابة العار والسعير على حياتهم وذريتهم الى الابد ولن يغفر لهم الشعب ما فعلوه به وتهويلهم لقائدهم الهمام وضخوا بدمائه النتنة ، دماء اخرى اكثر نتانة . وقد درجنا في دراستنا هذه على تقسيم الادباء والكتاب وانصافا للحقيقة والتاريخ ، الى ثلاثة اقسام : الشعراء والقصاصين والكتاب . بحلقات . لقد عمل اولئك الافاقون الدخلاء على تمجيد الطاغية الغبي وصنعوا منه ديكتاتورا لامثيل له في الدنيا ، فهم يتحملون كل جرائمه وبطشه بالناس الابرياء والكتاب الاشراف والادباء الصادقين ورجال الدين الاخيار ، فهم مشتركون معه في جرائمه ناهيك عن انهم اشتركوا في نهب ثروات البلد بالجوائز والمنح والهدايا والعطايا والتكريم . فقد قسمت مسابقات القصة والشعر الى درجات وكل درجة لها مبالغ خيالية يتحسر العراقي البسيط على الحلم بها وليس الحصول عليها . وقد تعددت المسابقات والجوائز ففي قادسيته الملعونة بدأت لعبة الجوائز وبرزت الاسماء الصدامية في القصة والشعر والمقال الصحفي تستحوذ على مقدرات البلد وتسرق رغيف الخبز من ابناء العراق المخلصين الشرفاء واستمرت حتى انتهاء الحرب في عام 1988على شاكلة عبد الستار ناصر ، ثامر معيوف ، زيدان حمود ، جاسم الرصيف ، فيصل عبد الحسن ، نعيم عبد مهلهل . وارد بدر سالم . خزعل الماجدي بعدها اندحر الطاغية الاهوج في حرب الخليج الثانية نتيجة مغامرته الطائشة في الكويت فانبرى اصحابه من انصاف الادباء والكتاب بمدحه وتقديسه وكتب البعض شهادات البطولة الزائفة في دحره لانتفاضة الشعب الخالدة في عام 1991 وعدوه البطل الهمام والناصر لدين الله معتبرين الابطال من الثائرين غوغاء ومجرمين وخارجين عن القانون . لقد كتب اولئك الاشباه كل شيء عن الديكتاتور وكل شيء عن مغامراته الطائشة وسجلوا كل كلمة تفوه بها مثل ( عفية ، حي الله الرجال ، كاون زين ) وصارت تلك الكلمات قصائد شهرية وعناوين اغاني ومقالات مثل قصيدة منذر عبد الحر ( عفية ) المنشورة في جريدة القادسية وقصيدة ( تهتز الشوارب ) لامجد حميد التميمي المنشورة في جريدة الثورة . لقد نفخوا بالرجل الهزيل واوصلوه للهوس والجنون واعتبروه مجاهدا وبطلا وهو يجرف الاف الدونمات من الاراضي الزراعية ويحولها الى صحراء جرداء ويقتل ويعتقل بمجرد اشارة منه الى حاشيته اللعينة اضافة الى حكم الحديد والنار والسياط الذي صار عنوانا لحكم الطاغية الاهوج . اولئك الاشرار جعلوا منه اسطورة واصبحوا بدنانيره اقوياء على ابناء جلدتهم ورجال امن ومخابرات مثل عبد المنعم حمندي وجواد الحطاب وعبد الستار ناصر ورعد بندر وهاني وهيب ولطفية الدليمي وبثينة الناصري وخالد علي مصطفى وعبد المطلب محمود ولؤي حقي وغيرهم كثير . فيما تهكم البعض على الادباء الاخرين لانهم لم يكتبوا ويلوثوا اقلامهم بسموم الطاغية وفي يوم صاح احدهم بالجالسين في مقهى حسن عجمي ( الموت لكم ايها الجياع .. موتوا ياحاقدين ) بعد ان ملأ جيبه بـ 100 ألف دينار عن قيمة قصيدة من عشرة ابيات يمدح بها صدام . وآخر سحل الادباء الى سجون الرضوانية والحارثية وابو غريب بتقارير يومية الى جهاز المخابرات . ما الذي يتذكره صاحب الضمير من عهد الطاغية ؟ انها ايام سود مليئة بالموت ومنع الحريات والاضطهاد الفكري والطائفي والمذهبي . لا يوجد قائد دولة في العالم يأخذ ضريبة سفر من مواطنيه تبلغ اكثر من 400 ألف دينار لتأشيرة واحدة . ايوجد رئيس في العالم يفرق بين مواطنيه بالدرجة الحزبية البعثية فصار الاميون يقودون غالبية الشعب ويقبضون مئات الالاف شهريا ؟ ايوجد رئيس دولة في العالم يقطع صيوان اذن الجندي الهارب من الخدمة العسكرية ؟ ايوجد من يبني عشرات القصور الباذخة والفارهة مذهبة ومرصعة بالجواهر والاحجار الكريمة والشعب يتضور جوعا ؟ أي رئيس غبي هذا ! ويقوم الادباء المرضى بامراض نفسية والكتاب الاغبياء بمدحه وجعله الها ونبيا للعراق وحاميا للشرف والدين وكلنا يتذكر وهو امر لا ينسى ابدا ماذا فعلوا بالمثقفين والكتاب الذين لا يهمهم امر الطاغية ، عندما رفضوا الانصياع لاوامر ادباء السلطة الفاشيست بالقاء محاضرات عن روايات صدام الوهمية زبيبة والملك والقلعة الحصينة وكم من الادباء الشرفاء اعتقلوا لعدم تنفيذهم الاوامرولدينا كل الوثائق والادلة على قيام ادباء السلطة بالقاء محاضرات نقدية عن روايتي صدام وهم اليوم يحاولون النيل من صبر وضيم المثقفين الشرفاء ومضايقتهم في اماكن ارزاقهم وعتبنا على الصحف وبعض الفضائيات التي تأوي مرتزقة صدام الان وتبرزهم بوجه اخر للحقيقة مثل جواد الحطاب وعارف الساعدي وغيرهم . لقد اصبح كتابه وادبائه اكثر صدامية منه واكثر وحشية ودموية ، وعلى البرلمان العراقي الجديد ان يطالب بمحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب وهدر ثرواته على كلماتهم وقصائدهم الساذجة . عليهم كبرلمان انتخبه الشعب ان يصدروا قانون محاكمة الادباء والكتاب الذين مدحوا وصنعوا الديكتاتور وزادوه بطشا ودموية وسوف نخصص حلقة خاصة عن الادباء والكتاب العرب الذين تلوثت اقلامهم بدماء العراقيين .
ياسر محمد عليوي
عبد الوهاب اسماعيل
علي حسين العبيدي
حسن عاتي الطائي
وليد الصراف
عبد الرزاق عبد الواحد
حسب الشيخ جعفر
غازي رشيد
عبد المحسن عقراوي
علي عودة الحافظ
حاتم عبد الواحد
اسماعيل حقي
ستار الماز ذهب
مؤيد عبد القادر
زهير بهنام بردى
محمود خيون
خيري منصور
خليل الاسدي
منذر عبد الحر
عبد الجبار الجبوري
طلال سالم الحديثي
مجيد الموسوي
عارف الساعدي
صباح خلف الحلبوسي
خالد الداحي
منذر الجبوري
عمر خليل المحمدي
عبد اللطيف الراشد
د. عبد الكريم راضي جعفر
سعدي ذياب الطويل
علي الانباري
علي الامارة
علي المغوار
عبد الجبار العاشور
كامل جبر العامري
جمال جاسم امين
راضي مهدي السعيد
جبار الكواز
خضير درويش
هشام الشيخ عيسى
حاتم عبد الرزاق الدليمي
خضر خميس
عبد الوهاب العدواني
كاظم ناصر السعدي
رسمية محيبس زاير
خالد علي مصطفى
عبد المنعم حمندي
اديب ناصر
كريم محسن الخياط
عبد الزهرة الركابي
مهدي حارث الغانمي
اجود مجبل مليفي
جواد الحطاب
كزار حنتوش
شامل عبد الاحد
سامي مهدي
خالد مطلك
رياض العلوان
مرشد الزبيدي
علي الطائي
كامل عويد
علي مجبل
وسام هاشم
عبد الرزاق الربيعي
سعد جاسم
رعد فاضل
محفوظ عبد الرحمن
عادل الشرقي
خزعل الماجدي
ساجدة الموسوي
د. عبد الوهاب العدواني
فاضل عزيز فرمان
مزيد الظاهر
اسعد الحسيني
دلال علي
د. محمد الحلاب
عاتكة الخزرجي
برزان حمدان حامد الراوي
هادي ياسين علي
عبد المطلب محمود
امين جياد
مهدي هادي
عبد النور داود
عباس الطائي
بشرى البستاني
شكر حاجم الصالحي
حامد حسن الياسري
زياد هاشم يحيى
عدنان الصائغ
عبود الجابري
نصيف الناصري
محمد النصار
رعد بندر
لؤي حقي
عبد الزهرة زكي
صلاح حسن
امجد محمد سعيد
فليحة حسن
لهيب عبد الخالق
رباح نوري
حميد سعيد
افضل فاضل العاني
علي جعفر العلاق
خالد علي الخفاجي
امل الجبوري
عدنان داود سلمان
جاسم عاصي
محمد سمارة
كاظم الاحمدي
علي ناصر الخزعلي
عالية طالب
حسب الله يحيى
عبد الستار ناصر
عبد الامير المجر
محسن الخفاجي
محمد مسلم الرجب
شهيد العباسي
محمد اسماعيل
وجدان عبد العزيز
خليل ابراهيم السامرائي
ثامر معيوف
نجمان ياسين
فيصل عبد الحسن
فاضل عباس الكعبي
امجد توفيق
حاتم حسن
وارد بدر سالم
خضر حسين الجابري
زيدان حمود
نزار عبد الستار
فاضل عباس الموسوي
عباس عبد جاسم
فاتح عبد السلام
عادل عبد الجبار
مهدي جبر
خضير الزيدي
جمال حسين علي
عائد خصباك
علي خيون
محمد احمد العلي
علي السوداني
جبار عبد العال
نعيم عبد مهلهل
سمير اسماعيل
عبد الستار الاعظمي
فارس شلاش
محمد جاسم فلحي
اكرم علي
طامي عباس
عبد الستار ابراهيم
علي لفته سعيد
شوقي كريم
عبد الكريم عبود حميدي
هشام عبد الكريم
حسن متعب الناصر
لطفية الدليمي
علي حيدر
هادي عودة الزركاني
شهيد العباسي
عبد الحسين الغراوي
يوسف عبود جويعد
اسعد قاسم
سالم احمد الجبوري
لطيف حسين عبد الله
سلمان كاصد
فليح وداي مجذاب
حارث عبود
عادل سعد
لقاء مكي
مالك منصور
فيصل زكي
عدنان الجبوري
اسماعيل الخطيب
هشام البغدادي
د. فهد محسن فرحان
مروان عبد الله
أ‌. د. نافع توفيق التكريتي
وداد ناجي
نواف ابو الهيجا
ايمان احمد
د. كريم محمد حمزة
د. حازم عبد القهار الراوي
جاسم الحريري
صابر الدوري
فؤاد علي
عبد الغفار العباسي
صبري حمادي
د. محسن خليل
نغم حسين علي
طه حنون
شاكر عباس
عادل الشويه
مال الله فرج
غالب زنجيل
د. ابراهيم خليل احمد
عبد الله راضي اللامي
هاتف الثلج
حمزة مصطفى
ناصيف عواد
عبد الرزاق المرجاني
علي عودة الحافظ
د. ماهر اسماعيل الجعفري
سهام الناصر
منير عبد الكريم
هدى الربيعي
ضياء حسن
د. بسمان فيصل محجوب
محمد عبد المجيد
حسن طوالبة
طراد الكبيسي
د. صباح ياسين
قحطان احمد
سليمان الحمداني
حمزة مصطفى
د. مازن الرمضاني
كريم قاسم عبود
د. عدنان مناتي
نوري نجم المرسومي
محسن علي العامري
احمد عبد المجيد
مصطفى توفيق المختار
صلاح المختار
أ‌. د. ابراهيم خليل العلاف
طلال محمود شاهين


الجزء الثالث



من المعلوم ، ان أي ديكتاتور يحتاج الى مقومات بقائه التي يوفرها له رجاله المخلصين الذين ارتبط مصيرهم بمصيره . فكان لابد لهم من حمايته وجعله رمزا لهم مهما كان بطشه .
وهذا ما حدث مع طاغية العراق الذي لا يمكن لقلم أي كاتب ان يصف جبروته وجنونه وهلوسته وساديته وفضائحه وقتله لشعبه بدم بارد .
كان لطاغية العراق جهازا مرعبا من خطوط الحماية الخاصة والمرافقين القتلة الذين اشتركوا بإعدام كثير من المواطنين إمام سيدهم وهو يلوك بسيكارته الكوبية سعيدا مبتسما . وفي اوقات هو يختارها يقوم يتلذذ بالقتل بمفرده لمعارضيه وفي احيان اخرى يطلق كلابه المفترسة على خصومه من العراقيين .
وبعد الانتفاضة العراقية الجريئة عام 1991 كان صدام وعصابته وقصي وعصابته يتلذذون بالقتل المجاني للعراقيين . فكان قصي يعدم بالقاء المنتفضين باحواض التيزاب او يلقي بهم في الفرامة العملاقة التي تهرسهم دون ان يرحم توسلاتهم .
فيما يقوم المقبور صدام كامل وفي محاولة لاسترضاء سيده بقتل صفوف من المحبوسين في سجن الرضوانية والحارثية بمسدسه الشخصي
لتخفيف زحام السجون .
أي جرائم ارتكب هؤلاء المتوحشين بحق اهل العراق؟
واي رؤوس عفنة كانوا يحملوها ؟
والادهى هو اشتراك بعض الكتاب والادباء من كارهي العراق ومن مصاصي الدماء الذين اهدروا الكرامة العراقية ، بسرقة الاموال العامة وتخريب الذائقة العراقية الأصيلة ( بمسابقات الجوائز سيئة الصيت ) وتدنيس حرمة الأخلاق والعرض والشرف وذهبوا اكثر من ذلك بقيامهم بمدح الطاغية واعتبروه الرجل الاوحد في العراق وما عداه فليذهب الجميع الى الجحيم .
واعتبره البعض منهم بأنه نبيا والها وحكيما وفارسا ومغوارا ومحررا للأرض والعرض والدين .
فهذا نصيف الناصري ينشر في مجلة اسفار العدد13 في عام 1992
قصيدة عنوانها ( شمسك على الفراتين ساطعة .. وشموسهم رماد )
وكتب الاهداء ( الى الرئيس القائد في عيد ميلاده الميمون ). ص8
يقول فيها :
( يا اولاد المحارم
موتوا بعاركم ، بزفت خياناتكم
موتوا بنذالتكم
وسوف نطعم لحومكم للكلاب
صدام انت المرتجى ، انت الامل
وانت الفادي
فدتك كل ارواحنا وكل اعمارنا
ياخيمتنا الكبيرة
ياخيمتنا الوحيدة
شمسك على الفراتين ساطعة
وشموسهم رماد . )
وهذه امل الجبوري تقول في مجلة اسفار العدد / اب 1992
(ياسيد المسرات
يا ايها المبجل النبيل
ليظل قلبك واحة من كرنفال
ليظل عمرك سدرة من حب
كي يكبر العراق
عاريا من الحزن
يا سيد الفرات . )
في عام 1988اصدر الشاعر حسب الشيخ جعفر مجموعته الشعرية
(وجيء بالنبيين والشهداء ) كتب في الاهداء :
(الى ابن الرافدين وراية الرافدين وجلال الرافدين الى صدام حسين . )
عنون القصيدة الاولى ـ الى صدام حسين شاعرا ـ جاء فيها : ص10
سلاما يا ابا الاقمار من شهداء وادينا
سلاما ترتجى ابدا وقد اعليت وادينا
لواء انت كوكبه اضاء سماء وادينا
ونقول لهذا الشاعر الذي كنا قبل صدور مجموعته ، نكن له احترم الابداع ، هل تحتاج شعريتك وموهبتك وذائقتك ان تهدي كتابك الى الطاغية وتعنون
قصائدك باسمه ؟
وهل تحتاج ان تصدر مجموعة شعرية تمجد فيها الحرب وتتنغم بازيز الرصاص والموت ؟
وهذا الافاق خضير عبد الامير يقول في مجلة الطليعة الادبية العدد4 لعام 1986
(التشريعات التي وضعها الحزب في العراق جاءت لخدمة مباديء التقدم وارساء قواعد الديمقراطية في الحياة .. ويقول بان السيد الرئيس صدام حسين يؤكد باننا لو لم نكن نؤمن ايمانا مطلقا بالمباديء التي جاء بها حزب البعث لما اصبحنا بعثيين ..
ويستطرد خضير في قوله :
( وهذا الايمان العميق بالحزب وبالمباديء مكن القيادة في العراق من دحر الغزاة والطواغيت في ايران .. ليتمجد الحزب بقادته وبابنائه الشجعان البررة وليتمجد اسم القائد صدام حسين محيي امجاده وباني مجد العراق .. )
لقد سهل اولئك بكتاباتهم المخزية ، للكثير من القلقين ان يسيروا بطريق النفاق والانهزامية والمدح غير الاخلاقي والوضيع لقائدهم الضرورة ورمز انحطاط الادب والثقافة والحياة في العراق.
لقد ظل المنافقون يذيقونا مر العذاب والهوان للنيل من كرامتنا وعزة انفسنا رغم الجوع والضنك ومسابقات القادسية وام المهالك خير عنوان لتلك الممارسات الوضيعة .
، لكنهم ادركوا بانهم سيسقطون في هاوية المشهد الثقافي العراقي عند سقوط هبلهم صانع الهزائم فاوغلوا في المديح المجنون بحثا عن الدنانير الملعونة واطلقوا بحق المثقفين والادباء الشرفاء عبر طروحاتهم وندواتهم واماسيهم مفردات ظل الاعلام الصدامي يكررها باستمرار على شاكلة (خونة ومرتدين وعملاء ) .
وفي غمرة هدر الكرامات وكثرة التقتيل في الحرب الضروس وموت اخوتنا ومحبينا وشبابنا ، ينبري نفر حسب على الثقافة بحصد جوائز الذل في مسابقة قصة الحرب دون مراعاة لمشاعر العراقيين وبكاء الامهات لفقدان الابناء في محرقة الحرب من اجل الظفر برضا الحاكم وبحفنة من الدنانير البائسة وهم على التوالي كل من :
اسم القاص المشارك عنوان قصته

يعرب السعيدي ليالي الزمن السابع
ثامر معيوف السفر
سمير اسماعيل تلك البداية الصعبة
طارق حربي قمر ابيض ريح سوداء ـ ليلة كل القديسين
وارد بدر سالم الروطة
جاسم حلو القناديل
(مسابقة قادسية صدام الثامنة للقصة لعام 1986 ).
لقد آثر اولئك الشحاذون والمنافقون وقتلة العراقيين بأن يسجل لهم شرف سرقة خبز الجياع وعزهم باستلامهم دنانير الطاغوت الاخرق عن كلمات تافهة ذليلة كسيحة لا تنتمي الى الادب ولا الى أي جنس ثقافي اخر . لقد كتبوا ممجدين الحرب والقتل والقنابل وازيز الرصاص باسلوب رخيص ومبتذل ، الذين تجردوا من كل التزام اخلاقي فاصدروا عشرات بل مئات من روايات ( قادسية صدام ) وقصص تحت لهيب النار ودواوين القادسية التي تحتفي وتشجع وتمارس نزعة القتل والموت وتستهين بمشاعر واحاسيس المواطن العراقي والذي قال عنها الناقد سليم السامرائي إنه (أدب ضرورة) . فكم هم بائسين وتعساء ومرضى يتسترون خلف قناع الثقافة وهذا الدعي د. محمد راضي جعفر يكتب في مجلة الطليعة الادبية العدد3 لسنة 2001 : ( لقد كان للرفيق القائد المجاهد صدام حسين حفظه الله ورعاه دور اساسي في بناء نظرية العمل البعثية التي شكلت الجانب التطبيقي من فكر الحزب والثورة لما توافرت عليه من طروحات فكرية وسياسية غطت كل الميادين والحقول . كما كان لسيادته رعاه الله دور كبير في تثبيت اسس الابداع الجديدة في الشعر والرواية والقصة مما كان له بعيد الاثر في اثراء المشهد الادبي برؤى جديدة نقلت المنجز الابداعي الى مستوى جديد في ادب الشعوب المكافحة . ولا نستطيع هنا ان نغفل دور قادسية صدام المجيدة وام المعارك الخالدة في تاكيد التواشج بين حياة المبدع الخاصة وحياة المجموع الذي ينتمي اليه ) .
وفي زمن كان فيه لؤي حقي رئيس ما يسمى بمنتدى الادباء الشباب ،
كان بعض الشعراء المعروفين والمقيمين خارج العراق حاليا يعملون خدما عنده بل كان احدهم سائقا وذليلا لايتوانى المجرم لؤي بضربه بالحذاء كل لحظة ! حسب ماذكره احد الشعراء . وفي احدى الليالي انهال ضربا على مدير احد المستشفيات كاد ان يقتله وهو مخمور.
اليوم لؤي حقي يعيش في المنفى متمتعا بملايين الدولارات التي سرقها من المؤسسة العامة للسينما والمسرح التي كان يرأسها ويشرب نخب الدولارات الجميلة بصحة سيده الجلاد الحبيس كالفأر المذعور .
بعد صدور رواية صدام الاولى ( زبيبة والملك ) سارع اصحاب الاقلام المبتذلة بتمجيد الرواية ناشرين حقيقتهم السمجة بمقالات سخيفة عدوا فيها الرواية بانها عمل عظيم لايدانيه عمل اخر بل انه الافضل في التاريخ الروائي العراقي. عشرات بل المئات من المقالات والدراسات نشرت في مجلة الاقلام والطليعة الادبية والف باء وصحف القادسية والثورة والعراق والجمهورية وبغداد اوزرفر محتفية بعمل صدام الادبي في حين سارع الفنانون العراقيون ايضا الى تحويل الرواية الى عمل مسرحي من إخراج سامي عبد الحميد، يساعده مجموعة مخرجين هم غانم حميد وفيصل جواد وكاظم النصار وقام بتحويل الرواية الى المسرح شاعر القادسية أديب ناصر وتمت ترجمتها إلى الانكليزية و الفرنسية و الصينية.
اما سامي محمد فقد خرب تاريخه بالانحطاط المقصود بعد كتابة رواية صدام الاولى زبيبة والملك والتي يبدو ان سامي لم يقاوم سحر الملايين التي يعرف صدام كيف يلوح بها امام النفوس الخائرة وحيث انه القائد الضرورة والقائد المؤمن والروائي والشاعر والحاكم بأمر الله ، فلا بد ان يسجد له الشعراء والكتاب طامعين بعطفه ورضاه . وقد اتهم الروائي المصري جمال الغيطاني بكتابة زبيبة والملك ايضا. وجاء الانفتاح الروائي المفاجيء للطاغية بعد اجتماع كتاب القصة والرواية الذي دعا اليه شخصيا في 12 شباط عام 2000 ثم دعا الى اجتماع اخر لنفس المجموعة المحببة لديه في مايس من عام 2002 طلب منهم تشكيل لجنة لمناقشة سبل تحسين كتابة القصة والرواية في العراق وجعلها مقبولة من قبل الشعب . وفي تلك الاثناء كان صدام قد اكمل روايته الثانية القلعة الحصينة ثم تبعها برواية ثالثة رجال ومدينة ويقال انه انهى روايته ( اخرج منها يا ملعون ) قبل السقوط المريع بفترة وجيزة .
وهكذا ظلت الكلمة في عصر الطاغية غالية لها ثمنها الباهض عند الكتاب الشرفاء والمخلصين لادبهم وفنهم ووطنهم ولم يستطع ابالسة وجلاوزة الطاغية ان يرغموهم على التنازل والدخول في لعبة مديح السلطان التافهة .
ومن الناحية الاعلامية والتعبوية حسب مصطلحاتهم فقد سجل عبد الجبار محسن منجزا اخر يضاف الى سجله عندما كتب كل خطابات صدام السياسية اثناء الحرب مع ايران بل ابتدع خياله المريض بعض الهوسات والاهازيج التي طالما رددها صدام في تلك الخطابات منها ( ياحوم اتبع لو جرينة )
و الخاتمة الشهيرة ( وليخسأ الخاسئون ) ناهيك عن انه كتب مقالا شهيرا في جريدة القادسية يشكك فيه بالحضارة السومرية وينتقص من شرف وكبرياء المرأة الجنوبية مستخدما كلمات تخدش الحياء وبذلك تفوق وبجدارة المنافق على سابقه حسن العلوي الذي يعتبر اول من مارس كتابة الخطابات الصدامية ثم استلمها منه الراحل عزيز السيد جاسم الذي لم تشفع له ابدا .
لقد واصل ادباء (بالروح بالدم ) امثال نجمان ياسين وفيصل عبد الحسن وجاسم الرصيف محسن الموسوي ولطيف ناصر حسين وعبد الرزاق عبد الواحد وعبد الستار ناصر ومحمد حسين ال ياسين وبثينة الناصري و الشاعر والكاتب المسرحي يوسف الصائغ وصلاح الانصاري وعلي جعفر العلاق ، وغيرهم اصرارهم على عدم الاعتذار العلني للعراقيين عن ما اقترفوه من آثام وتبرئة صفحاتهم الملطخة .
ويكتب عبد الرزاق عبد الواحد مزهوا بالقادسية وصدام :

بلى يا لهيب القادسيات كلها ويا سحبا للمجد جل انهمارها

ويا جند من حتى المقادير جنده ففي يده اقبالها وانحسارها

فإن قلت يا صدام... ناديت امة لان المنادي زهوها وفخارها.

وقد رسا الطاغية تقليدا جديدا تكريما لثقافة القتل والارهاب حينما قرر منح الالقاب للشعراء . فعبد الرزاق عبد الواحد شاعر القادسية وشاعر الرئيس وغزاي درع الطائي شاعر القوات المسلحة وعبد الودود زكي القيسي شاعر القوات المسلحة اما رعد بندر فلقّب بـشاعر ام المعارك و ساجدة الموسوي، شاعرة ام المعارك . وهذه الالقاب يتمتع صاحبها بامتيازات كبيرة ومكانة مرموقة لدى السلطان وحاشيته .
ونواصل في هذا الجزء نشر أسماء الأدباء والكتاب المداحين للطاغوت :

عواد الملا
طارق حربي
جاسم حلو
محمد علي هارف
بيان السعدي
ناجي ابراهيم التكريتي
عبد اللطيف الدارمي
داود سلمان الشويلي
ازدهار سلمان
محمد خلف الخاطر
جعفر حسين احمد
كاظم محمد حسين
حمد الانباري
سلمان زيدان
نصر الله الداودي
علاء الدين مكي خماس
بشار عبد الله
هيثم بهنام بردى
موفق الجبوري
منذر عبد الشاوي
حميد محمد الجبوري
سعد مراد
اديب ابو نوار
طه البصري
يوسف شكوري
علي عبد الله
سيف المشهداني
يثرب حازم اليثربي
هادي العباسي
رضا عناد الحلبوسي
سامي محمد
ناصر حزام
حميد بندر الراضي
سهير الخزرجي
ماجد البلداوي
فاروق عبد الرشيد
طالب كريم حسن
محسن العزاوي
خلف عبد الكريم
عبود الجابري
علي شبيب
حازم الشيخلي
مصطفى عبد الواحد
مراد الداقوقي
احمد جاسم الشطري
كاظم الرويعي
ربيع الناصري
فارس عبد الواحد
صباح عنوز
علي حسين علي
زهير عبد الكريم
رزاق الزيدي
ريم قيس كبة
دنيا ميخائيل
كاظم النصار
احلام منصور
محمد الكعبي
حامد الموسوي
مهدي شعلان
احلام عبود الصافي
ايليا راجي مرقس
هشام صباح الفخري
لهيب عبد الخالق
ضرغام البرقعاوي
عبد النور داود
صابر محسن الدوري
ابتسام عبد الله
د. علي الجابري
د. حسن الشرع
عبد القادر جبار
مزاحم البياتي
كريم العراقي
جواد الحمداني
فاطمة الليثي
عباس جيجان
عادل محسن
حمزة الحلفي
خضير هادي
عريان السيد خلف
كاظم اسماعيل الگاطع
كاظم الركابي

الجزء الرابع



تاريخ الشعوب لايصنعه غير الابناء النجباء الشرفاء الذين يسطرون ملاحم الاباء والشهامة ،
لا الذين يساهمون بافعالهم النكراء في تشويه التاريخ وتجييره باسم وأفعال شخص واحد هو الديكتاتور .
في العراق كان الديكتاتور سعيد الحظ ..
كان يمتلك جيوشا من المداحين الشعراء والروائيين والقاصين والكتاب الذين سخروا أقلامهم للشر وبث السموم بنشر افكار تسيئ للعراق وتاريخه ورجاله الخالدين .
لم يكتفوا بمدح وتمجيد الطاغية المخبول ،
بل انهم فعلوا الادهى والأمربتحويل الهزائم المشينة الى نصر مؤزر !! في كتاباتهم
مئات الآلاف من الأرواح البريئة زهقت في قادسيته الملعونة
مئات الآلاف من الشباب تركوا البلاد هاربين من الظلم والمطاردة
مئات الآلاف ماتوا في حرب الكويت
مئات الآلاف اعدمهم الطاغية بعد انتفاضة آذار الخالدة عام 1991
مئات الآلاف دفنوا في المقابر الجماعية
الملايين من الشرفاء عاشوا في الخوف والرعب
فقط المطبلين والمداحين هم اصحاب الحظوة عند القائد الضرورة !!
فقط هم من عاثوا في افكار العراقيين فسادا وسموما من اجل ماذا ؟؟
هل كانوا ينظرون للطاغية وعصابته بانه البطل المنقذ و حامي الحمى ؟؟
هل كانوا يعتقدون بان القائد الفذ !! هو حامي شرف العراقيات ؟؟
او لأنهم جلاوزة مجرمون ساهموا بقتل العراقيين بقصائدهم وأقلامهم المريضة ؟؟
بم يختلف اذن هؤلاء المداحون عن أعضاء عصابة الدم او ما كان يسمى أعضاء القيادة القطرية للبعث الشوفيني امثال :
محسن الخضر الخفاجي
عكلة عبد صكر
علي حسن المجيد
عادل عبد الله مهدي
هدى صالح مهدي عماش
رشيد طعان كاظم
مزبان خضر هادي
كامل ياسين رشيد
عبد الغني عبد الغفور
محمد يونس الاحمد
مزهر مطني عواد
عزيز صالح النومان
يحيى عبد الله العبودي
عبد الباقي عبد الكريم السعدون
سمير عبد العزيز النجم
فاضل محمود غريب
نايف شنداخ ثامر
سيف الدين المشهداني
غازي حمود العبيدي
محمد زمام عبد الرزاق
راضي حسن سلمان
سعد عبد المجيد الفيصل
عبد المطلب خليل المشهداني
قائد حسين العوادي
خميس سرحان المحمدي
يساندهم أعضاء القومية البعثيين الذين كانوا يتقاضون من ثروة العراق آلاف الدولارات شهريا رواتبا لخدماتهم في تمزيق الأمة وبعثرة الشرف العزيز أمثال :
الياس فرح
عبد المجيد الرافعي
قاسم سلام
بدر الدين مدثر
بم يختلف أشباه الأدباء والكتاب عن أولئك البعثيين الذين خدموا سيدهم رئيس عصابة القتل والاغتصاب والحروب والابادات ؟؟
هل يتفضل احد من الذين كتبوا ومدحوا بإعطاء تبرير عن أسباب شذوذه وتورطه بمدح الطاغوت المجرم ؟؟
والمصيبة انهم لم يكتفوا بتاريخم الأسود بل أنهم وبصلافة اشتغلوا محررين معروفين في بعض الصحف المعروفة كالصباح أمثال فليح وداي مجذاب الذي كان متعهدا دائميا بكتابة عمود جريدة الثورة البائسة المسمى يوميات الثورة وقد جاء في احدها وتحديدا بتاريخ 20/3/2002
مانصه:
( لعله لايدري هذا الرئيس الاميركي المأزوم وهو لا يدري حتما إن للعراق ميثاقا في
عهودنا لا تفصمها تهديدات او طبول او قرقعات حرب مهما كانت ادواتها شديدة قاسية .
فالعهد صنو للشهادة والشهادة
حق للدفاع عن عن الارض والعرض والمال
وهو لايدري ان بين أي مواطن في العراق وبين الوطن
والقائد المؤمن صدام حسين ميثاق ارض اسمها العراق .
أبدا لم يقدر هذا المأزوم بوش ان يعرف ان الوطن دم وطين كما نعرفه نحن في العراق
ورأيناه أروع ما نرى في عيون العراقي الكبير قائدنا الهمام صدام حسين )
اما رؤساء تحرير صحف النظام فكانوا أكثر الطبالين رقصا على وقع كلماتهم المعسولة الموجهة الى قائد الجمع المؤمن !!
فهذا نصر الله الداودي رئيس تحرير جريدة العراق يرسل برقية في الى سيده بمناسبة الذكرى الثامنة عشر لصدور الجريدة :
( ان جريدة العراق وعلى امتداد الاعوام الثمانية عشر التي مرت منذ تأسيسها كانت وستبقى تسترشد بهدي كلماتكم وتوجيهاتكم الحكيمة والسديدة إلى حملة الأقلام الشريفة التي تؤكد دوما أهمية التعبير عن أماني وطموحات
وأحلام أبناء الرافدين عربا وأكرادا .
عهدا منا على ان تظل فوهات أقلامنا كفوهات البنادق في محاربة أعداء شعبنا ووطننا وان نبقى نحن أسرة جريدة العراق أبدا مشاريع دائمة للاستشهاد دفاعا عن العراق العظيم وقائده المفدى صدام حسين مهندس الحكم الذاتي ، ذلك عهد الرجال الصادقين المؤمنين بالمسيرة الظافرة لثورة 17/30 تموز المجيدة وذلك قسمهم ) .
هكذا كان حال رؤساء تحرير الصحف العراقية في عهد الظلمات ، عهد استلاب الحريات ، استلاب الكلمة الشريفة .
ومما يؤلم حقا بان البعض ذهب في غيه وطمعه بنيل الدنانير اكثر من غيره ، عندما قام نفر من الأدباء بكتابة الأعمدة السياسية تقديرا وتمجيدا لسيدهم طاغية العصر أمثال :
نجمان ياسين
امجد توفيق
عبد الأمير المجر
خضير عبد الأمير
محمد راضي جعفر
علي عودة الحافظ
احمد عبد المجيد
هاتف الثلج
ونقتطع جزء من عمود القاص امجد توفيق المنشور ضمن ( يوميات الثورة ) في جريدة البعث المندثر :
( في منتصف آب بعد منتصف نهاره
كان نخيل العراق العظيم مثقلا برطبه
الذهبي وهو يتوهج تحت شمس آب القوية الفتية
النافذة ، وكان رجال العراق ونساؤه وأطفاله
مثقلين بالعواطف الملتهبة
والغضب النبيل والإحساس الصادق
بالمشاركة المخلصة لنضال أشقائهم في فلسطين
مسيرات مليونية .. خرجت تلبية لنداء القائد العظيم صدام حسين .
خرجوا تلبية لنداء قائدهم ورمز عزهم ورجولتهم صدام حسين .
في منتصف آب وسمت الشمس العراقية
وجوه محبي القائد فزادتهم القا ورجولة )
ووفي مقال اخر يصف فليح وداي مجذاب الطاغية بأنه ( معلم الوطن الاول ) .
نحن لا نعلم مدى الإصرار على اعتبار مدمر العراق الأول بأنه أهل لتلك المدائح والأوصاف ؟ ونترك الجواب للشعب وممثيله في البرلمان المطالب بإعادة البسمة لأطفال الشهداء والذين غيبهم صدام في غياهب المعتقلات .
وندرج في هذه الحلقة أسماء أخرى من المداحين والمطبلين والذين نشروا أفكار البعث المندثر :



عبد الواحد حرجان
رشيد نصيف جاسم
يحيى النجار
انمار عبد الستار
عبد الكريم العطية
علي جاسم الزيدي
عامر تكليف الحار
مهند جاسم الاسدي
انعام فاضل العزي
جواد البهادلي
عزيز طالب البصري
اثمار عبد الأمير
نوري عبد الله زامل
كلشان البياتي
عبد الرزاق البديري
وفاء ياس احمد الدوري
طارق الجبوري
حسين الفلاحي
عبد الرزاق السعدي
احمد فتح الله
شاكر عباس
كريم العوادي
د. نجم عبد العبيدي
د. وليد رشيد الالوسي
فؤاد محمد السهل
محمد علي ناصر
فوزي القاسم
هادي الغريب
رياض عدنان الامير
سمير حردان
عبد المنعم تايه
محمد رشيد الدوري
سعدون جبار التميمي
وائل عبد المجيد
شاكر الناصري
احمد الجنابي
غازي كيطان حمد
طالب سهيل علي
جبار بجاي
عبد الرزاق المطلبي
كاظم علوان البدري
رافد ابراهيم
غالب محمد الجراح
داخل عبد العباس
احمد نمر الحلبوسي
عادل بهنام فارس
ضياء خير الله
باسم شريف المحاويلي
عبد القادر الجبوري
قاسم البديري
بشرى الحديدي
ماجد عودة
داود الغنام
كامل المعيدي
فيصل عبد المرسومي
كاظم عبد السادة

الجزء الخامس

كانت المناسبات التي اسموها ( الوطنية ) لا تمر دون ان يتفاعل البعض من المداحين فيها وتتسابق الاقلام لنيل رضا الحاكم الجائر . وفعلا تمتليء الصفحات الثقافية للصحف والمجلات بسيل المدائح والتعظيمات والتهاني بالانتصارات المزعومة دون ان يكون لها اي وجود على خارطة الارض التي كانت تحتضن الاحزان والجوع والقمع .
لقد برز كثير من الكتاب والادباء في مناسبات معروفة واثيرة عند الطاغية لعل اهما ميلاده الميمون !!
وذكرى المنازلة العظيمة ام المعارك !!
وذكرى ميلاد البعث المندثر وذكرى عدوان الرجعة الاولى والثانية !!
وذكرى الانتصار في قادسية صدام !!
وذكرى يوم الاستفتاء !!
وغيرها كثير كان السباق محموما للوصول الى رضا الطاغية واستجداء عطفه ومكارمه السخية !!
وقد روى لي احد الاصدقاء الشعراء بان المعتوه الأمي هاني وهيب آخر رئيس لاتحاد الأدباء العراقيين قبل سقوط الصنم ، كان يجمع هدايا الادباء وقصائدهم ليقدمها الى الطاغية وعند صرف الهبات والتكريمات لها كان يحتفظ بنصف المبلغ له و يمنح ربعه للمجهود الحربي او تبرعات حزبية ويحصل الادباء اصحاب الهدايا والمدائح على الربع الاخير .
ومن شعر المناسبات ما نشره عبد اللطيف الراشد بتاريخ 17/10/2002 في جريدة الجمهورية قصيدة بمناسبة يوم الاستفتاء !!
جاء فيها :
يافارس المجد شعب تصافحه
وهو في كل حين يبايعك
يامن فيك كل الشجاعة والسخاء
وسماحة العظماء
نرفع اليوم لك اصواتنا نعم
للعراق للوطن العظيم
للقائد الفذ صدام العرب
ونشر محمد مزيد بتاريخ 9/10/1995 في جريدة الثورة كلمة جاء فيها :

( نعم لصدام حسين هي اقصى ما في القلب
من نبض . لقد قلناها قبل ربع قرن ونقولها
بعد ربع قرن ان صدام حسين محط الامان
وهو طريق المستقبل المفتوح .
وهو الهدف المنشود ولن اتصور عراقيا
في أي مكان من عراقنا الحبيب
لم يتطلع الى النور الى صدام حسين
الى حب البقاء جنب صدام حسين )

في حين غطت الصفحات الأول لكل الصحف اخبار منح عبد الجبار محسن وسام الرافدين مسؤول التوجيه السيا سي وتقديرا لمواقفه البطولية !!
ففي يوم الاثنين 30/ 5 / 1988 نشرت الصحف الخبر التالي :
منح الرفيق عبد الجبار محسن وسام الرافدين
وجاء في المرسوم
( تقديرا للمواقف البطولية يمنح الرفيق عبد الجبار محسن مدير دائرة التوجيه السياسي وسام الرافدين من الدرجة الثالثة ومن النوع المدني ).
وكم كان هذا الرفيق يفعل كل شيء لارضاء سيده القائد حينما اشتغل مراقبا لكل الكتاب والادباء العسكريين اذ استطاع ان يضغط على اغلبهم للعمل لصالح مشروع الطاغية في مدحه وتحويل حروبه الضروس المدمرة ضد ايران وشمال العراق وجنوبه ، الى انتصارات كاسحة .
فهذا غزاي درع الطائي الذي لقبه الطاغية بشاعر القوات المسلحة يقول في قصيدة نشرت في جريدة الجمهورية بتاريخ 15/3/1995 :
ندافع صدام عنك كما
يدافع مستنفر في خطر
ندافع لانك في
جهادك شرفت حتى الشجر
وكتب راضي مهدي السعيد في جريدة القادسية بتاريخ 6/5/1988
قصيدة عنوانها ( ياقائد النصر )
مبارك زحفك المهنا
في ليلة مالها نظير
يا ايها الفارس المجلى
والقائد الاشجع الصبور
صدام يا عزنا وفيمن
لولاك في الروع نستجير
طلعت في زحمة الليالي
فضوا الدرب والمصير
يا ايها الفارس المجلى
الشعر ديوانه قصير
ابعد من افقه سماء
فداك فلتعتذر السطور
ويكتب خيون دواي الفهد بمناسبة عيد الاضحى الذي تحول هو ايضا الى مناسبة صدامية ، قصيدة يحشر فيها اسم الطاغية حشرا طمعا في اظهار الولاء وقبض الدنانير :
نشر خيون قصيدته في جريدة الجمهورية في الصفحة الاخيرة بتاريخ 2/3/1995
نستقبل العيد
وكلنا امل
بغدنا السعيد
لفجرنا الجديد
يمضي بنا صدام
بعونه تعالى عز وجل
لاحظ معي سذاجة الكلمات وركتها . بل انها لاتنتمي اصلا الى الشعر وانما الى التهريج والتطبيل .
وينشر سمير علو في جريدة القادسية كلمات لا معنى لها سوى التبجح بحب الطاغية وتشبيهه بنهر الفرات :
ويعرفون اننا ننبض بالحياة
لان في عراقنا
صدام الفرات
وينشر وجيه عباس مفتخرا بصدام في حربه المدمرة في مجلة الطليعة الادبية العدد التاسع لسنة 1986 ص 123
يا واهبا للمجد نعمة انه
يراك له أنّى تسامت رسيدا
ويا فارسا ما فارق السيف كفه
نبا ان يرى من دون كفيه مغمدا
عجمت قناة الحرب حين بلوتها
واوردتها ما لم يكن قبل وردا
ودونك من يرضى خنوعا بان يرى
خدودا بذات الصفع تتوردا
في حين انبرى البعض ممن سموا انفسهم كتابا ومثقفين وكتبوا مادحين مطبلين في اعمدة الصحف امثال مزيد الظاهر الذي نشر كلماته في الجمهورية :
( لقد اكتسب صدام حسين قلوب العراقيين
وهي عصية بحيث وصل مثل هذا الاكتساب حد التواجد والاشراق بالمعنى الذي يقصد اليه الصوفيون
لقد علمنا القائد ان لانعطي ولائنا بالمطلق
الا بعد روية وتمحيص
وحين محصنا وتروينا وجدناه فارس قدرنا الموعود والقائد
الضرورة
الذي انتظرناه مئات السنين .
ولهذا لن يرتضي الشعب العراقي
لقيادته ولامعنى للعراق بغير وجود القائد صدام حسين فيه )
تصور ان مزيد الظاهر لم يعترف بوجود رموز عظيمة رائع مخلدة في تاريخ العراق . بل انه لم يعترف بتاريخ العراق كله حينما ادعى بان لامعنى للعراق بغير وجود الطاغية الارعن .
تصور مدى سخف وسماجة هذا الكاتب الافاق الذي تنكر للعراق ارضا وتاريخا ورموزا ؟
في حين كتب الشاعر اسماعيل حقي قصيدة اعتبر فيها الطاغية الهوى كله
وهذا يعني ان لولا وجود الطاغية صدام ما وجد الهوى :
وصدام انت الهوى كله
لعينيك عمري ويعيا القلم
وانطلقت حناجر المطربين تغني لانتصارات الحاكم المقتدر!!
انطلقت الحناجر وبالحان الملحنين الموهوبين !!
كتاب الاغاني برعوا ايما براعة !!
برعوا في تمجيد القتل والدم والحقد وترويج بضاعة خسرانة
كتب المقبور فلاح عسكر اغنية ( الله يخلي الريس ) ولحنها طارق الشبلي وغناها صلاح عبد الغفور
فكانت انطلاقة كتاب الاغاني بعدها واسعة غزيرة .
ونحن نطالب :
هيئة القضاء الاعلى
والبرلمان المنتخب
ورئاسة الجمهورية
ورئاسة الوزراء
بمحاسبة الكتاب والملحنين والمغنين الذين غنوا لصدام واعوانه وكتبوا الكلمات الصاعقة بحب الطاغية
وتمجيد خيباته ، وتقديمهم لمحاكمة خاصة بتهمة خدش الذوق العام وتخريب الذائقة العراقية عن اعمالهم المسيئة والمنافية للاخلاق والشعور والذوق .
كما ان البعض من الكتاب زادوا من قمع الديكتاتور والنفخ في صورته المهزوزة حينما بادروا الى تأليف كتب عن البعث وفكره الاسود وعن الديكتاتور نفسه امثال :

* الاطر الفلسفية لنظرية العمل البعثية
في البناء والحرب تأليف علي حسين الجابري
* تطوير الايدلوجية العربية الثورية الفكر القومي تأليف الياس فرح
* تطوير الايدلوجية العربية الفكر القومي تأليف الياس فرح
* البعث في عيون القائد تأليف هادي بندر المياحي
* صدام القائد المحارب نظرات في الانتصار تأليف عبد الحميد سالم الانصاري
* الاعلام ومسيرة الواقع احاديث في معنى الاعلام
الداخلي في زمن الحرب تأليف لطيف نصيف جاسم
* صدام حسين والابداع الفكري تأليف هاني وهيب
* رجال الذرى تأليف نعيم عبد مهلهل
* صدام حسين الامل والمستقبل تأليف الدكتور عبد الرحيم الجبوري
* التراث في احاديث القائد صدام حسين تأليف رشيد فليح الراوي

وعشرات بل مئات الكتب التي تعظم الديكتاتور وتنشر فكر البعث الاسود .
وسوف نخصص حلقة خاصة عن تلك المؤلفات .
ونورد في هذا الجزء اسماء اخرى من المداحين والمطبلين للديكتاتور وزمرته العفنة :
فلاح عسكر
طارق الشبلي
سداد علي
نزار جواد
ياسين الراوي
طالب القره غولي
قاسم اسماعيل
حسن الخزاعي
عبد الهادي مبارك
وجيه عباس
احمد الباقر
خالد علوان الشويلي
رياض الاسدي
نظيرة نديم
سعدون جبار
اسماعيل شاكر
خليل برهان العذاري
صاحب خليل ابراهيم
محمد محسن السيفي
ناجي الحازب
مظفر العبيدي
وجدي ابراهيم
خيون دواي الفهد
حسن عبد الرزاق
حسن طوالبة
سمير علو
رحيم هادي الشمخي
خضير عباس محمود
جواد محسن
ناصر حسين العوادي
محسن حنظل البدري
طاهر جليل الحبوش
يونس الذرب
رسمية منور هاشم
د. صدام فهد الاسدي
راوية هاشم
ذر شاهر الشاوي
فائز الحداد
حبيب مهدي
محمد الخطاط
د. خليل كمال الدين
احمد خيري الناظر
شاكر علي التكريتي
وديع نادر
محمد مرد عيسى
رشيد عبد الرحمن العبيدي
عبد الجليل عباس
فاضل الغزي
ستار عبد الجبار
نزيهة الخطيب
جهاد مال الله
نجاة عبد الله
منتهى جريو
سمير عبد الرحيم الواعظ
عبد الامير محسن بندر
سراب الحمداني
قادر عبد الوهاب
محمد فضل الشحماني
زكي الواثق
احمد الخفاجي
ليث رزاق حمد
سلمان الفضلي
رونق عزيز
د. عواد هادي جلو
د. سامي حداد
د. عادل ضمد الهلالي
موسى زبون
الحارث حسن
خضير فليح الزيدي
محمد قاسم العيثاوي
ساهرة بهلول
مصعب شهاب الغزالي
سعدون ناصر البهادلي
لؤي داود
نجلاء عبد القادر
امين سالم العراقي


الجزء السادس




تهافتت المؤلفات والمقالات والدراسات والبحوث وفي شتى اصناف الادب الاخرى تتناول
فكر القائد !!
تراثه النضالي !!
تنبؤه العسكري !!
فلسفته!!
نضاله من اجل الانسانية !!
وانبرى الكتاب والباحثون والسياسيون والادباء في تمجيده وترفيعه وتضخيمه الى درجة انه
لم يصدق نفسه !
ترى هل يستحق هذه المكانة فعلا !!
ترى هل يستحق القتلة ان يتبؤوا مكانا من الخلود !!
ام انه الخلود الابدي في نار جهنم وبئس المصير!!
كثير من الكتاب عملوا منه الها ومبدعا وعسكريا محنكا ومهندسا للانتصارات
ولكن أي انتصارات واي معارك دخلها ؟
لقد الفت الكثير من الكتب وشغلت كافة المطابع في العراق
لقد استهلكت مؤلفاته اطنانا من الاوراق
الافا من العمال والمنضدين والمصححين
الافا من المحررين ورؤساء التحرير
وكلها كان المواطن العراقي المغلوب على امره عليه ان يقتنيها بالاكراه في دائرته وفي الدائرة التي تكون معاملته فيها ؟
أي تدمير للثقافة ؟
أي تدمير للروح العراقية الاصيلة ؟
ومن هنا كان لابد ان يحاكم كل من كتب للطاغية ومدحه ونفخ في صورته كما غنوا وهللوا:
هلهولة للبعث الصامد
تسلم تسلم يا ريسنا ويا قائدنا
بالروح بالدم نفديك يا صدام
تقدم واحنا وياك اثنين جيشين لصدام حسين
العزيز انت
احنا مشينا للحرب
ياحوم اتبع لوجرينا

كان لابد لكل مخلص غيور ان يعيد النظر بالثقافة البعثية الدموية
كان لابد ان يقول كال عراقي قولته امام تلك السخافات من الكتابات
اليوم كل شريف في هذا الوطن مطالب ان يدلو بدلوه ويقول رايه
كل ماكتب عن الطاغية يجب ان يجمع في ساحة الفردوس ويحرق امام كل شاشات الفضائيات
ويحاكم كتابه محاكمة خاصة عن جرائمهم
ونورد في هذا الجزء ماكتبه المتملقون من كتب تمدح الطاغية والبعث الكافر
هؤلاء الفطاحل الذين سنوردهم هم شاركوا في جريمة ابادة العراق تاريخا ومقدسات
ومن الكتب المؤلفة :
صدام حسين قراءة في بعض طروحاته
يوسف السالم
اقوال الرئيس القائد في العلم والتكنلوجيا
د. عبد الرحمن قاسم
بعض من معاني قادسية صدام
هاني وهيب
قادسية صدام الفعل والتاريخ
عامر هشام جعفر
اغنيات لقادسية صدام
يوسف السالم
قصائد لبطل التحرير
صفاء الحيدري
التراث النضالي للحزب
علي حسن المجيد
قادسية صدام
د. سهيل حسين الفتلاوي
النهضة العلمية في فكر الرئيس القائد
د. طه تايه النعيمي
الدين والتراث في فكر الرئيس القائد
محمود عبد الجبار العاشور
نحو نظرية اعلامية في فكر الرئيس القائد
ماجد حسن قاسم الطائي
الفكر الاداري في فكر القائد
هشام عبد الله الغريري
صدام حسين ورجال الحضارة في العراق
زهير صادق رضا الخالدي
الانسان والحرب
نجمان ياسين
اوراق الحرب
حميد سعيد
من حرب الايام الستة الى الحرب في عامها الثامن
حامد يوسف حمادي
التبؤ العسكري في فكر القائد
عبد الرحيم طه الاحمد
فلسفتنا التربوية في ضوء فكر القائد
محمد جلوب فرحان
صدام حسين وقضايا في الثقافة والاعلام
هادي حسين عليوي
صدام حين الرجل والقضية والمستقبل
فؤاد مطر
صدام حسين
امير اسكندر
قادسية صدام والنهوض القومي
الثورة في منطق الحزب الثوري
عزيز السيد جاسم
صدام حسين نضاله
شفيق السامرائي
محطات في ذاكرة صدام حسين
طه ياسين رمضان
وغيرها مئات الكتب التي صدرت معطلة المطابع ودور النشر لثلاثة عقود فتعطلت عقلية الابداع الادبي وظلت محبوسة في ادراجها .
ونتناول اليوم بعض الاسماء التي كتبت ومدحت الطاغية
كمال عبد الله الحديثي
عبد الزهرة الديراوي
احمد خلف
د. كاظم بطين ظاهر
د. فاضل جويد
محمد شاكر السبع
عبد الخالق الركابي
اسعد غوثاني
سامي احمد خليل
شفيق السامرائي
محمود عبد الوهاب
يوسف السالم
احمد الطبقجلي
نادية ناصر العبودي
ثائر يوسف الحمدي
عروبة مجيد
شاكر نعمة
د. عبد الرحمن قاسم
عامر هاشم توفيق
صفاء الحيدري
د. سهيل حسين الفتلاوي
د. طه تايه النعيمي
ماجد حسن قاسم الطائي
هشام عبد الله الغريري
زهير صادق رضا الخالدي
حامد يوسف حمادي
عبد الرحيم طه الاحمد
محمد جلوب فرحان
هادي حسن عليوي
افتخار البهادلي
نوري فيصل السامرائي
وليد البحراني
حميد عباس
نور منخي العامري
زياد طارق البغدادي
فهد ناصر الشكرة
مهدي البرقوقي
حسن عبد الحميد
عامر مهدي الوائلي
سفيان احمد
سرور ماجد
هادي العكايشي
ياس طنجر
سهم عنبر
رشيد فتحي علاوي

الجزء السابع

تستند معظم مدائح وتعظيمات وتهويلات الديكتاتور ،
على عدة امور منها واهما كسب رضا الحاكم وزبانيته من اجل الحصول على الدنانير
او الحصول على مكانة متميزة في سلم الدولة الوظيفي .
لقد كان الوضع الثقافي في العراق مأساويا من جهة وغير مستقر من جهة اخرى .
فارتمى الكثير من المثقفين في احضان الصحف والمجلات لكيل المدائح والتطبيل
والتهويل للانتصارات المزعومة والبطولات الوهمية .
وكان على الصحف والمجلات فتح صفحاتها لاستقبال المواضيع والمواد التي
تختص بمديح الطاغية ومحاولات التقرب منه .
لايملكون هدفا ما غير الدنانير والمناصب
لايقولون شيئا على قناعة ابدا
لايفقهون مايقولون سوى القاء ما بجعبتهم
وترك الامور يقدرها ويقيمها الطاغية وزبانيته
هل يستطيع البعض من المطبلين والذين تسببوا بقتل احد المثقفين عن طريق الوشاية به الى مديرية الامن العامة ، ان يبينوا او يعترفوا على ما اقترفوه بحق السيد محمد كاظم الكناني ؟
زميلهم الكناني وقع ضحية مكيدة تقرير الاصدقاء الذي كان الاسرع في انهاء حياته .
هل يتذكرون كيف استدرجوه الى نادي قوى الامن الداخلي في بغداد في صيف 1985؟
بعضهم يتمتع اليوم بحضور مميز في الساحة الثقافية العراقية وبعضهم الاخر انقلب عليه ظهر المجن وساقه الطاغية الى اتون المحارق والموت !!
ايتذكر البعض ممن وشى بالمثقفين والادباء طيلة ثلاثة عقود ، اسماء من ضاعوا وغيبوا وماتوا من اصدقائهم بسبب التقارير الحزبية ؟
ايتذكر هؤلاء ما اقترفوه ام نذكرهم بافعالهم واحدة تلو الاخرى .؟
نحن لانريد ان ننشر افعالهم ونعريهم ، لان بعضهم تاب وعاد الى رشده واثبت وطنيته واثبت حضوره في كثير من المناسبات ونجحوا في اختبار حبهم للوطن .
ونعتقد ان اعتذار الكتبة والمداحين علانية في الصحف وعلى شاشات القنوات التلفزيونية ، كفيل بنسيان تاريخهم واعادتهم الى الاحضان وعفى الله عما سلف !!
لكن هذه الخطوة تحتاج الى قليل من الجرأة والتوكل على الله العلي القدير وسعيد الحظ من نال رضا الناس اجمعين .

وهذا الجزء يكمل الاجزاء السابقة ونورد اسماء من كتبوا وطبلوا
ذو النون الاطرقجي
ارشد توفيق
حسن توفيق
حيدر محمود عبد الرزاق
كامل النعيمي
جبار طراد الشمري
بشرى الحديدي
محمد فلحي
جمال برواري
ناطق خلوصي
عادل الشوية
زهور دكسن
ليث الصندوق
حبيب حميد الدوري
اسماعيل عبد سكران
جواد العلي
ماجد عودة
د. عمر الطالب
د. بسمان فيصل
عبد الهادي الشرقي
مكي زبيبة
محمد مظفر الادهمي
محمد المتوكل
سليم عبد الهادي
محسن زبون
توفيق الركابي
عدنان رشيد الجبوري
رائد عمر
اسماعيل الخطيب
احمد محمد عنايت
هشام البغدادي
فؤاد صادق
عبيد سعدون
ابراهيم الربيعي
منى عدنان
فلاح حنون
سمير ايوب
صادق حسين
عبد الحسين الرفيعي
صبيح فاخر
فؤاد العبودي
نزار البزار
عبد الله راضي
عبد الله قاسم الراضي
نهاد جعفر
سلام نوري
محسن العلي
محمد المحاويلي
علي عزيز العبيدي
جاسم محسن
سلام العبد جاسم الحريري
يوسف العيادي
فيصل الوزان
حسين خويلد
فاضل الجنابي
ربيع نجم العزاوي
طه العمري
زياد عبد اللطيف
حميد عبيد
قصي الجنابي
سلام عبد الرؤوف
رعد حمادي
ماجد الحسني

الجزء الثامن



لا تختلف نوايا أي مداح عن نوايا سيده . فقد وجدنا الاعاجيب في المداحين من الادباء والكتاب العراقيين منذ اغتصاب صدام وجلاوزته للسلطة في العراق وحتى سقوط الصنم في ساحة الفردوس، بان المداحين قد انقسموا الى فئات ودرجات كما نوهنا في مقال سابق .
وهذه الفئات جعلت من البعض صداميين وبعثيين اكثر من صدام وحزبه العفن . فيما لاحظنا وجود بعض الكتاب قريبين من فطاحل المدح كي ينالوا بعض الحظوة من السيد الطاغية . أي ان بعض الكتاب الهامشيين كانوا يلازمون الكتاب والشعراء المقربين من السلطة . للحصول على المكاسب والغنائم وسرقة الثروات . وهذا ما كان يفعله بعض المرتزقة من الشعراء وهم يخدمون لؤي حقي الذي يعاملهم معاملة السيد لعبيده . وفي مرات كان يضربهم بحذائه ويشتمهم اقذع انواع الشتائم . وفي لحظة سكره كانوا يهربون منه لانه يطلب منهم مطالب غريبة !! وقد كانت منزلة هؤلاء في الحضيض دائما لانهم كانوا يبحثون عن الفتات . وقد اوردناهم في اجزائنا السابقة كجزء من التوثيق التاريخي .
اما الشعراء والكتاب المفضلين والمقربين من الحاكم ، فكانوا يعيشون حياة خاصة من البذخ والفساد والعربدة لانهم محميون من الطاغية نفسه امثال عبد الرزاق عبد الواحد وسامي مهدي وامجد توفيق وطراد الكبيسي وعلي الياسري وعشرات غيرهم . فيما كان البعض من الذين يبحثون في فتات الموائد ، يعيشون على لعق يقايا تلك الموائد لاستمرار حياتهم في الادمان والتشرد على الارصفة والسقوط كالذي حصل مع الادباء عقيل علي وكزار حنتوش وعبد اللطيف الراشد الذين ظلوا عبيدا طائعين الى حميد سعيد الذي يرمي لهم بين فترة واخرى الفتات ليواصلوا حياة الادمان والتشرد وبعد سقوط الطاغية وفرار السادة الشعراء ، مات بعض المشردين على قارعةالطريق مثل عقيل علي وعبد اللطيف الراشد لعدم حصولهم على فتات موائد السادة.
هذا هو حال الطبقة المثقفة في العراق . اما شعراء سادة يامرون وينهون او شعراء وكتاب عبيدا ومتشردين عدا البعض الشريف الذي احس بخدش الكرامة وابتعد عن الزمرة الحاكمة او لم يظهر
على الساحة مطلقا .
والحال استمر هكذا في عراق القائد المنصور الى ان حان الخلاص وسقط تمثال سيدهم . اما الكتاب الاخرون فاثروا ان يكتبوا لسيدهم مباشرة ويعظمون من صورته الكريهة .
فراحوا يؤلفون الكتب ويكتبون الراسات والمقالات في سباق ملفت من اجل نيل رضا الحاكم الطاغي ومن هؤلاء :
عوامل النصر في قادسية صدام وام المعارك بقلم د. عدنان مناتي
القادسية وام المعارك ملحمة واحدة بقلم د. الياس فرح
المعطيات الفكرية والسياسية لام المعارك بقلم د. عامر حسن فياض
نظرية حافة الموت واتجاهات الحرب النفسية في قادسية صدام وام المعارك بقلم صلاح المختار
المشروع الثقافي لصدام حسين بين المثقف والمثقف العضوي بقلم طراد الكبيسي
فهم القائد صدام حسين وقيادته للميدان الاقتصادي في السلم والحرب بقلم د. عدنان مناتي
ميشيل عفلق في الرؤية الغربية نص وتحليل بقلم عبد العزيز الصاوي
القائد صدام حسين صانع الثورة والمستقبل بقلم د. عدنان مناتي
العروبة والاسلام منطلق العلاقة وافاقها في فكر الاستاذ ميشيل عفلق بقلم د. محمد البكاء
القائد في التشكيل العراقي المعاصر بقلم عادل كامل
حضور القائد صدام حسين في الشعر العراقي المعاصر بقلم حيدر محمود عبد الرزاق
ام المعارك والنصر العربي الجديد بقلم نوري نجم المرسومي
وهذه المؤلفات والدراسات والمقالات هي جزء من مشروع هدم الثقافة العراقية وجعلها ثقافة حروب وتسلط وارهاب .
ونواصل نشر اسماء الكتاب والادباء الذين تطلب البحث ذكر اسماؤهم وعلى المواطن ان يميز بين ماهو من المؤسسة الصدامية وبين من هو كتب مدحا لاغراض اخرى :
جبار معيوف
احمد فاضل الدمولي
فارس جايد المحمداوي
رضا جبارة
بشير العبودي
عقيل علي
طالب عودة
سلمان عبد الله
حسين الجاف
كامل عويد العامري
سامر العجلي
فلاح زكي
حميد صابر
حمد الدهان
زين الوافد
تمارة القادري
ناطق خلوصي
محمد خضير
مكي زبيبة
ايمان فضل العبدلي
ليث جعفر
حبيب حميد الدوري
بهاء ناجي
اسماء مجيد الغانم
جاسم محسن الكاظمي
د. صباح ناهي
جواد العلي
علاء مكي
عبد الجليل نادر السنجري
عدنان رشيد الجبوري
رائد عمر العيدروسي
اسماعيل الخطيب
احمد السعدون
فريد جسام
فؤاد صادق العزاوي
بدري الحسني
عباس الحلي
انور العليان
رعد عبد القهار
سالم مطيع الاسدي
اشرف عبد الوهاب
رزاق العذاري
محمد السالمي
ضياء الحاج
جاسم الحريري
سلام العبد
مؤيد معمر
ياسين الحسيني
محمد فرج الربيعي
صلاح العبد
هاشم الاحبابي
محمد غني حكمت
عباس الطائي
د. عدنان مناتي
د. عامر حسن فياض
عبد العزيز الصاوي
د. عماد خالد
د. سمير عزيز البلداوي
د. صالح فلاح البصري


الجزء التاسع

لم تسلم من مضايقات ازلام الطاغية كل الشرائح العراقية .وخاصة العشائر منها . فقد حاول النظام استمالة بعضها في حين ذهب شيوخ العشائر الاخري طوعا نحو الطاغية وقدم له فروض الطاعة والولاء من اجل الحصول على الزعامة القبلية والدنانير . وفي مجال آخر نجد ان بعض شيوخ العشائر قد قدموا البراءة وهدر دم مواطنيهم امام الطاغية كما حصل مع شيوخ عشيرة الحميدات في قضاء الشامية التي هدرت دم احد ابنائها وهو غسان العطية لانه ظهر في برنامج بثته قناة الجزيرة تكلم فيه عن الوضع المأساوي في العراق .وقد نشرت الخبر جميع صحف النظام بتاريخ 3/7/2001 كما اذيع من تلفزيون واذاعة بغداد وقد جاء في الخبر :
جدد شيوخ ووجهاء عشيرة الحميدات في قضاء الشامية عهد الحب والوفاء للسيد الرئيس القائد المنصور بالله والبقاء سيوفا مشرعة لحماية ارض العراق .
واكدوا في برقية رفعوها لسيادة الرئيس القائد وقوفهم بوجه الجبروت والعدوان الامريكي البريطاني الصهيوني وقوى البغي والشر التي تحاول النيل من كرامة وطننا وقيادتنا التاريخية وامتنا العربية .
واعربوا عن استنكارهم لما ورد في حديث الخائن غسان العطية وتصريحاته في برنامج الرأي الاخر التي بثته قناة الجزيرة الفضائية رافضين موقفه الخائن الذي لا يتناسب مع مواقف عشيرة الحميدات ووقوفهم خلف راية الله اكبر الخفاقة التي يحدو بها السيد الرئيس معلنين براءتهم من الخائن غسان العطية وفسخ علاقته من العائلة والعشيرة واهدار دمه . ووقع البرقية كل من :
جمال فريد رابح العطية
محمد علي وداي العطية
طارق عبد الكاظم العطية
عقيل ابو ذر العطية
سالم سوادي العطية
حمادي عداي العطية
رياض حسن وداي العطية
راوي شلتاغ جحالي الحميداوي
محمد حمود بدن الحميداوي
مظلوم محمد بليبس الحميداوي
جميل شلاش حسن الحميداوي
سامي حميد عباس الحميداوي
محمد وليد هنين الحميداوي
ميري خليوي سلطان الحميداوي
وعاهد الموقعون من شيوخ ووجهاء عشيرة الحميدات على التضحية بارواحهم من اجل القائد العظيم . )
هذا ما كان يحدث في عهد الطاغية الارعن والوجهاء والشيوخ الذين باعوا انفسهم بثمن بخس لقاء الزعامة والتكريم .
وفي يوم 11/5/1984 نشرت الصحف الصادرة في بغداد نص الخبر التالي :
التقى السيد الرئيس القائد ، المواطن نصار عبد الله حاتم الذي قام بتسليم ابنه الهارب من الخدمة العسكرية الى فرقة الانتصار لحزب البعث العربي الاشتراكي والذي نال جزاءه العادل اسوة بالخونة اعداء العراق والامة .
وفي يوم 15/6/1987 استقبل صدام رجلا اطلق النار على ابنه الهارب وقتله .
واسم الرجل هو فيصل لهمود عزيز .
وفي 16/9/1997 القي القبض على الاديب صفاء طاهر وهو طالب ماجستير في جامعة بغداد اثر وشاية من احد البعثيين في الاتحاد الوطني على ان الاديب صفاء كان يحمل كتبا ممنوعة ولم يطلق سراحه وضاع خبره .
هذا مصير كل من يقول للطاغية لا فيقوم جلاوزته بالوشاية من اجل الحظوة والمال الحرام .
وقد مدح الادباء والمثقفين الطاغية على جرائمه بحق العراقيين وحصلوا على مراتب عليا في الدولة واصبحوا من المقربين لصدام امثال الشاعر عبد الوهاب البياتي الذي نشر مقالا في جريدة الثورة كتبه يوم 11/8/1988 جاء فيه :
( قال الرئيس القائد صدام حسين في احدى خطبه ان السلام القاعدة والحرب هي الاستثناء . ولهذا فان حلول السلام هو الهدف الذي كان يسعى اليه العراق منذ اليوم الاول للحرب مع ايران . هذا النصر يعد انتصارا لشعبنا العراقي وللامة العربية وللانسانية ماديا ومعنويا وقدم شهداء لاحصر لهم . )
ان الشعراء المتملقين امثال البياتي هذا والذي حصل على حظوة كبيرة من صدام مع امثاله حميد سعيد وسامي مهدي وعبد الرزاق عبد الواحد ولؤي حقي ورعد بندر وساجدة الموسوي وعلي الياسري ومحمد جميل شلش وعبد الودود زكي القيسي وعشرات غيرهم حتى صار لكل واحد من هؤلاء طبقة من الشعراء الخدم .
وقامت المنظمات الحزبية للادباء والعمال والفنانين باقامة المعارض الفنية والمهرجانات الادبية للتقرب من الحاكم الجلاد كما فعلت جمعية التشكيليين العراقيين في تموز 1992 حين اصدرت البيان التالي :
( شارك اكثر من مائة نحات في معرض تموز الاول للنحت عام 1992 في مركز صدام للفنون وقد جاء في كلمة الجمعية المنظمة للمعرض :
لكي يجسد النحات العراقي جهاده في مرحلة الجهاد والبناء ولكي يكون اهلا لوصف القائد المبدع صدام حسين .. الفنان كالسياسي .... ولكي يكون تحديه الحضاري ماثلا جاء معرض تموز للنحت العراقي المعاصر كاحد ابرز الانجازات التي حققتها جمعية التشكيليين العراقيين عبر مسيرتها الطويلة المعطاء ) .ز
وكانت تلك الجمعية تنظم معارض خاصة في كل مناسبات الطاغية على مدار العام .
وهذا ما حصل ايضا لبعض الرسامين الذين تسابقوا لنيل رضا الجلاد فقاموا برسم اللوحات في الصحف والتي تعبر عن تمجيد الحرب وصدام . ونشروا رسومهم كلوحات تعبوية تمجد الحرب التدميرية وتظهر بطولة زائفة للطاغية . وقد نشط هؤلاء في فترة الحرب مع ايران وكان انتاجهم غزيرا وكاد ان يكون بعض الرسامين حضورهم يوميا في الصحف الصفراء للنظام والذين در عليهم الطاغوت الاف الدنانير التي تعادل اليوم ثروة كبيرة مسروقة من الشعب العراقي اضافة الى الرسامين الذين اقاموا او اشتركوا بلوحات عن الطاغية ومغامراته الهوجاء
امثال :
يحيى الدراجي
نصير الحارثي
الهام محمود
عزت الحسني
ابراهيم العبدلي
مخلد المختار
حاتم الجميلي
عبد الكريم السعداوي
غسان فاضل
كمال خريش
صاحب الركابي
علاء بشير
ليلى العطار
وسام مرقس
عادل محمود
علي الكرخي
مروان خالد
احمد امين
محسن الانباري
شاكر خالد
سعد الطائي
سالم الدباغ
عامر العبيدي
برهان المفتي
جمال عبد الجبار
خالد جبار
سلام عبد الله
عاصم عبد الامير
رضا حاشوش
وليد عبد الخضر
شاكر نعمة
امين الحلي
وهاب الساعدي
ناصر المخزومي
وسام هاتف
غازي ( لم يكتب اسم ابيه على رسوماته )
غسان الربيعي
حسن جار الله
ياسر البصري
هناء مال الله
حمدي العيساوي
ناظم محمد علي
جبار مجبل
ايمان علي خالد
نديم محسن
فوزي احمد رسول
علي المندلاوي
خالد رحيم
حيدر خالد
سعاد العطار
كريم الخالدي
سعد المرزوق
ومن الفنانين الاخرين الذين عملوا النصب والتماثيل للطاغية ورموزه :
خالد الرحال
محمد غني حكمت
اسماعيل فتاح الترك
وهكذا سخروا كل شيء من اجل صدام واطالة فترة حكمه الماساوي على الشعب العراقي .

الجزء العاشر




وقف الادباء والكتاب العرب من الشعب العراقي ، وقفة الضاحك على المصائر . لقد جعلهم الطاغية ينظرون للشعب العراقي كانه لا يفهم شيئا سوى خوض الحروب .
وبذلك كانت مشاركاتهم في المناسبات والمهرجانات بدافع الكسب المادي الدولاري . وليس حبا بالعراقيين الذين كانوا وقودا لمحارق صدام وجلاوزته .
لقد اكد الكتاب العرب والادباء وغيرهم ، بان مجيئهم الى بغداد يعني حصولهم على الدولارات او كوبونات النفط . وبذلك سخرت اقلامهم لشتم العراقيين وتمجيد الطاغية والتحريض على الحروب دفاعا عن الامة العربية الهزيلة التي باعت فلسطين بثمن بخس ثم راحت تنادي بتحريرها .!!
ان معظم الكتاب والفنانين والادباء العرب كانوا ينظرون الى العراق كغنيمة سهلة وثراء سريع . لان حاكمه الطاغية كان يحب المديح وكذب الشعراء والتباهي امام الملا بالثقافة والمعرفة وهو لا يفهم شيئا اطلاقا وكأي بدوي في الصحراء . واستغل العرب هذه السخافة وراحوا يمدحون ويطبلون ويكتبون ويغنون ويمثلون ليكبوا الاف الدولارات التي يحلمون في الحصول عليها في بلدانهم الديكتاتورية البغيضة . والاغرب اننا نجد امراء وشعراء لهم قيمتهم في دولهم يمدحون ويحرضون بكلمات سخيفة لا يكتبها المبتديء في الشعر كما هو حال القصيدة ادناه للدكتورة سعاد الصباح من الكويت المنشورة في جريدة القادسية 2/6/1988:

غسلوا وجه الرمال الذهبية
من دراويش العصور الحجرية
واستعادوا كبرياء المتنبي
واستعادوا صوت حسان وبشار
وايقاع الحروف العربية
ان هذا البحر
لا يحسن نطق الكلمات الفارسية
ياعراقيين شكرا لكم
فلقد حررتمونا
من ابي جهل ومن كل طقوس الجاهلية
ياعراقيين شكرا لكم
فلقد انقذتم العالم من حكم المجانين
وأكل الآدميين
وايقاع الطبول الهمجية
واستعدتم مجد حطين
ومجد القادسية
هزموا كسرى والقوا تاجه فوق اللهب
كيف لا نشكر بغداد التي كتبت
بدماها نصف تاريخ العرب
كيف لا نشكر من حررونا ؟
من غلاة العنصريين
وافواج التتار
كيف لا نشكر من ماتوا
ليبقى النخل والقمح وزهر الجلنار
والحروف الابجدية
كيف لا نشكر من اشعلوا اعينهم
انكم لم تنقذوا انفسكم
انما انقذتم رأس العرب

وتقول الشاعرة سلوى السعيد من الاردن
هل علمت خيول الاهل في ايوان
سيف الدولة الحلبي
بأنا ما منعنا الورد عن بردى
ولا جفلت ضروع الماء في النهرين
ولكن سقينا الخيل
في بغداد والبصرة
واوصينا بنا صدام
واوصينا بنا صدام
ان يسقي بلاد الشام
امواها خليجية .
ويكتب عبد القادر زريق من الجزائرفي جريدة القادسية 1/5/1994 بمناسبة وقائع مهرجان ميلاد صدام :
نيابة عن اخواني في الوفود العربية المشاركة في هذا المهرجان اقدم اسمى ايات التحية والتبريكات الى بطل ام المعارك صدام حسين بمناسبة عيد ميلاده الميمون راجين من الله ان يمد في عمره حتى يكمل رسالته في بناء مجد العرب ومنارته القومية المجيدة المناهضة للتحالف الصليبي البترودولاري .
ان جيلنا المفجوع بنكبات ونكسات متلاحقة سوف يظل يتذكر بطل ام المعارك الرئيس صدام بكل مجد وكرامة . لانه رمز النصر والامل الباسم . وحيا الله الايام التي تنبت معادن الرجال ولقد اثبتت الايام دوما جدارة الامة العربية بالحياة واستحاقها للمجد والفخر واثبتت الايام دوما معدن الرئيس صدام حسين اصيل بشجاعته وقيادته الحكيمة . تحية الى الرجل الذي علم العالم معاني ثبات الايمان وقوة الاصرار الرئيس صدام .
ويكتب عبد الرؤوف الخنيسي من تونس وقد التقاه الطاغية في اذاعة صوت الجماهير . في جريدة القادسية27/7/1988 .
اني احيي كل المقاتلين في الجبهات . اشد على ايديهم واقول لهم ايها المقاتلون بالكلمة والصوت والصورة لن تكونوا ابدا طغاة مادمتم ترتدون ثوب العز والشرف في ملحمة قادسية صدام . امنح بعض ما عهدته في من حب العراق اعماقه صدام
اشواقه صدام
احداقه صدام
ويقول اديب ناصر من فلسطين
شعب من العربي في صدام
يبدعه الاباء
شعب من الرجل المضاء
شعب من الوطن المعطاء
شعب تمرس في الدماء
ومن المداحين العرب المتكسبين والسارقين لاموال الشعب العراقي المظلوم والذين جاؤا الى العراق في فترات مختلفة نورد عينة منهم :
اسماعيل عقاب مصر
امل الساير الكويت
جعفر حامد البشير السودان
جنة القريني الكويت
حسن عبد الله القرشي
سوف عبيد تونس
حسين العوري تونس
ابو فراس سوريا
شربل بعيني لبنان
حلمي الزواتي مصر
جبرا ابراهيم جبرا فلسطين
خالد محادين الاردن
خزنة خالد ابو رسلي
سلمى السعيد الاردن
زياد العاشق سوريا
محمد الفيتوري السودان
فخري قعوار الاردن
خيري منصور فلسطين
محمد سليمان الاحمد سوريا
سعاد الصباح الكويت
سليمان ابو زيد الاردن
عبد القادر زريق الجزائر
جهاد الخازن فلسطين
عائشة الخواجة الرزام المغرب
عبد الرحمن بن علي الامير
عبد الرحيم عمر الاردن
حسن طوالبة فلسطين
وليد صوالحة الاردن
عبد الرزاق محمد صالح العدساني
عبد العزيز شرف
عزة بدر مصر
ابتسام الصمادي سوريا
عبد الله بن ادريس السعودية
عصام صدقي العمد الكويت
علي منصور الكويت
محمد صبحي مصر
محمد ذكري ليبيا
محمد احمد منصور الكويت
محمد عبد الله بن المختارباب موريتانيا
خالد علي مصطفى فلسطين
محمد عقيل الارياني
حسن الكاشف فلسطين
احمد قباني السودان
سهيل الخازن فلسطين
عبد الرب فحط الكويت
غوال سعيد القروي المغرب
سوف عبيد تونس
صبري احمد المغرب
طاهر رياض الاردن
عبد الحفيظ داود فضل المولى السودان
مباركة بنت البرار موريتانيا
عبد الله اسماعيل الغرباني اليمن
عبد الرؤوف الخنيسي تونس
اديب ناصر فلسطين
عبد الله الصيخان المغرب
عبد الله مالك القاسمي تونس
مالكة العاص المغرب
خليل السواحلي الاردن
خير الله الباطن الكويت
حصة الجدعان الكويت
علال العجام السعودية
فاطمة العشبي فلسطين
محمود الشلبي الاردن
عبد المقصود عبد الكريم مصر
عبد الحميد بطاو ليبيا
د. عبد العزيز شرف مصر
عبد الكريم الطبال المغرب
محمد التهامي مصر
محمد البدري الكويت
محمد القيسي فلسطين
محمد الثبيتي
محمد الشحات مصر
محمد الدفرافي المغرب
شوقي بزيغ لبنان
محمد عبده غانم مصر
محمد بن عمارة
نهاد الحايك لبنان
نصر الله حافظ تونس
د. ياسين الايوبي الاردن
محمد الحافظ ولد احمدو موريتانيا
الاب يوسف سعيد لبنان
جمال الغيطاني مصر
عبد الله محارب الاردن
سعيد القوادري الاردن
عبد العليم القباني السودان
نور الدين شرف مصر
ايمن محسن مصر
البهاء احمد العاجي تونس
جمال القصاص مصر
احمد الحوتي مصر
علي عقلة عرسان سوريا
الياس لحود لبنان
احمد عجلون فلسطين
الفادي سعد لبنان
رياض المرزوقي تونس
عبد الحميد بطاو ليبيا
عبد الرؤوف بوفتح تونس
عبد المجيد الجمني تونس
علي صدقي عبد القادر ليبيا
فولاذ عبد الله الانوار مصر
محمد كساب مصر
محمد الامين شريف تونس
مهدي محمد مصطفى مصر
محمود خفاجي الكويت
نايف عبيد الاردن
د. ياسين الايوبي لبنان
يوسف ابو لوز لبنان
ابراهيم ولد عبد الله موريتانيا
احمد الدوسري الكويت
احمد عبد الرحمن البطاح اليمن
احمد عنتر مصطفى مصر
د. اسمهان بدير لبنان
ايلي مارون خليل لبنان
حسن السوسي ليبيا
حلمي سالم مصر
حنان عواد فلسطين
خالد علي مصطفى فلسطين
ناصيف عواد فلسطين
رفعت سلام مصر
زليخة ابو ريشة الاردن
حبيب الزيودي الاردن
عصام الغزي مصر
محمد الامين الشريف تونس
صلاح والي مصر
محمد عرموش مصر
محمد عفيفي مطر مصر
محمد جبر الحربي السعودية
محمد ناجي عمايرة الاردن
عبد المنعم الانصاري مصر
خليل خوري سوريا
رغدة سوريا
انطوان رعد لبنان
علي صدقي عبد القادر ليبيا
عبد الحميد بطاو ليبيا
مهدي محمد مصطفى مصر
مصباح حمد الكويت
جاسم العون الكويت
سهير المرشدي مصر
ابو العباس محمد مصر
نواف ابو الهيجاء فلسطين
عبد الباري عطوان فلسطين

Tuesday, September 12, 2006

الشاعران فلاح عسكر وهادي العكايشي والنهاية التراجيدية

الشاعران فلاح عسكر وهادي العكايشي والنهاية التراجيدية
أ‌.د.عبد الإله الصائغ
التفت حزب البعث العربي الاشتراكي بعد اختطافة للسلطة ثانية في 18 تموز 1968 الى اهمية الاعلام في تأهيله ثانية في وجدان العراقيين بعد حمامات الدم ووكالات الفضيحة غب 8شباط الاسود 1963 وغب براءة احمد حسن البكر ورفاقه من حزب البعث اتقاء غضب الشارع ودبابات عبد السلام عارف الذي انقلب على البعثيين وجرعهم العلقم ! اهمية الاعلام عند البعثفاشية تتأتى من محاولة غسيل سمعته وتسويق اهدافه الدموية بين صفوف الجماهير العراقية المتعبة ! وقد وجد البعثيون ضرورة فتح مكتب للاعلام برياسة العربي الاحول ناصيف عواد بالتعاون مع المسؤول الحزبي للمكتب طارق حنا عزيز ! وكان مقر المكتب مقابلا لدار الاذاعة العراقية في الصالحية الذي اصبح فيما بعد معهداً للتدريب الاذاعي !

الشاعر الشعبي فلاح عسكر الحلي

وقد برز على شاشة التلفاز الشاعر الحلي الموهوب فلاح عسكر ! ويتذكر البعض منا قصيدته التي قربته من احمد حسن البكر وثبتت اقدامه في القصر الجمهوري :

شوباش اخذني الحلم واعبرت ليل الهم

وتروح كلها الزلم فدوة لبو هيثم

وكان فلاح عسكر بوجهه الوسيم وجسده الرشيق وصوته الرخيم قد حقق سمعة طيبة في صفوف الغوغاء والقتلة من البعثيين فتحول من عامل بسيط في بانزين خانة الحلة الى شخصية جذابة ضاغطة بحيث بات بمقدوره تبديل محافظ بابل متى شاء وصارت بعض عوائل السجناء تزور قصر فلاح عسكر لكي يشفع لاولادهم المسجونين ! كنت التقيه في دار الاذاعة العراقية وهو يبادر بتحيتي ويبالغ في الترحيب بي من نحو اهلا استاذنا !! اهلا عزيزي الدكتور ! اما انا فكنت اتجنبه دائما ! فلدي اصدقائي من الشعراء الشعبيين الكبارمثل علي بيعي وعزيز السماوي وابو سرحان وعريان السيد خلف ! ثم تشاء المقادير ان يدعوني الدكتور صالح هويدي للعشاء في نادي اتحاد الادباء العراقيين فرع بابل وقد بالغ هويدي في اكرامي مع ان الود بيننا ممحوٌّ لأسباب لامجال لذكرها الآن ! وكان لدينا الكثير لنتحدث عنه بصدد جامعة الكوفة التي اوسست قبل وقت قريب وبصدد كليات تربية البنات والآداب والفقه ! وكان زميلي في الدكتوراه الدكتور صالح هويدي قد علم من نائب رئيس جامعة الكوفة الدكتور مالك الدليمي انني انا الذي فرضت البروفسور الدكتور زهير غازي زاهد( صديق طفولتي وابن مدينتي !! ) المنقول للتو من جامعة البصرة رئيسا لقسم اللغة العربية في تربية البنات بعد ان كان الدكتور هويدي مرشحاً لرياسة قسم اللغة العربية في تربية البنات بل وصدر امر بتنسيبه رئيسا للقسم المذكور! وقد شرحت للدكتور هويدي ان درجة زاهد العلمية هي الأرقى في عموم الجامعة ! درجة فل بروفسور ودرجته ( صالح هويدي ) مدرس او استاذ مساعد وهذا غير جائز اكاديميا فتدخلت بوصفي عضواً في مجلس جامعة الكوفة ومسؤول لجنة الادب واللغة العربية !! فعمداء الكليات الإنسانية وان كانوا معي في مجلس الجامعة الا انهم يحولون الترقيات الى لجنتي ويخضعون لقراراتها ! وبينا كنا في غمرة هذا الحديث الذي سيقودنا مجددا الى مساحة الحساسيات ! فقد اشاع البعثيون ان النجفيين يستأثرون بمناصب الجامعة ويحرمون اساتذة المدن الأخرى من فراديس المناصب ( كذا ) في هذا المأزق أطل علينا فلاح عسكر !! فصافحنا بلهفة كبيرة مرحبا بنا اجمل ترحيب ! لم يكن يعرف الدكتور هويدي فاضطررت لان اقدمهما لبعضهما ! استأذن بالجلوس بيننا فرحبنا به وعلمنا فيما بعد انه دفع حسابنا كاملا بدلا من مضيفي الدكتور صالح هويدي ! اما آخر مرة رأيت فيها الشاعر فلاح عسكر رحمه الله فكانت في الصحن الحيدري الشريف ايام انتفاضة شعبان 1991 فقد وقع فلاح عسكر اسيرا بايدي المنتفضين ! حين حشد البعثيون المهزومون المترنحون عدداً كبيرا من رفاقهم ووضعوهم في اللوريات وقالوا لهم مهمتكم الحفاظ على مدينة النجف من ايدي الغوغاء ( يعني الجماهير الغاضبة ) فكان ممن جاء الى النجف الدكتور مجيد سعيد ( اصيب بجروح قاتلة ) وهو شقيق حميد سعيد وكان ضمن قسم اللغة العربية في كلية الآداب الذي كنت رئيسه ! والفنان محمد نعمة ( قتل ) والشاعر فلاح عسكر واسماء اخرى معظمهم سقط بين قتيل وجريح واسير ! وكان فلاح عسكر ممن وقعوا في اسر الثوار !! كنت متمتعا باحترام الثوار

في النجف لأسباب كثيرة بينها مثلا انني استاذ في كلية الفقه وكانت مواقفي مشهودة ضد عميدها البعثي المتهور عبد الأمير الأعسم ! والطلبة يميلون اليَّ ويتقربون مني ! ومنها انني جد السيد مسلم الحسيني الصائغ (وهو نجل الشهيد السيد طاهر ابن اخي السيد جبر السيد علي الصائغ الحسيني) وكان مسلم الحسيني قائدا لانتفاضة النجف ومقره الرسمي في الصحن الحيدري تحيط به الحماية وهو في العشرينات من عمره ! وكانت اذاعة الثورة الشعبانية تبث من الصحن الشريف بيانات موقعة باسم السيد مسلم الحسيني ! والثائر السيد مسلم كان حين يراني يقبل يدي امام الناس !! فتعين علي ان انقذ كثيرا من الأبرياء الذين وقعوا في قبضة الثوار المخلصين او الغوغاء النهازين ! واذكر للمثال فقط انني اخرجت الدكتور مالك الدليمي عميد كلية الآداب نائب رئيس جامعة الكوفة من السجن وقبل تنفيذ حكم الموت فيه بنصف ساعة وكان مالك مثالا للخلق القويم رغم انه بعثي ومسؤول كبير ولكنني مطلع شخصيا على حبه لمدينة النجف وسموه فوق العنعنات الطائفية حتى اطلق عليه البعثيون ( مالك الشيعي ) ! ودبرت له سيارة حملت عائلته ايضا مع كمية كافية من البنزين مع عدم تعرض عليه ختم السيد مسلم الحسيني ! وكنت سعيدا بهذا الدورالذي اقوم به و طلبتي يحترمون تدخلي رغم انهم لايرضون في دخيلتهم عني ! اذكر صديقي وتلميذي الشاعر الحداثوي الشاب عبد الله الخاقاني فقد وجدته معمما ويتدلى من حزامه مسدس كبير الحجم وكان كلما شاهدني عانقني واسمعني كلمات جميلة ! وعلمت ان الشيخ كان رئيس المحكمة او عضوا فيها او مديرا للسجن الذي ضاق بالبعثيين القتلة الذين كانوا ومازالوا يستخفون بعقاب الجماهير لهم !! كنت اقضي معظم الوقت في بيتي فأنا لا استطيع مشاهدة مناظر القتل والدماء فضلا عن انني مؤمن تماما بان انتفاضة شعبان ستفشل وستكون العاقبة كارثية ! ثمة جسد للانتفاضة ولكن دون رأس ! والحر تكفيه الحجارة ! سمعت الدكتور زهير غازي زاهد يناديني كي افتح له الباب ففتحتها فامسك يدي وقال لي تعال انشوف مسلم الحسيني فعندي قائمة بعوائل مشرفة على الموت جوعا ! وبأسماء مسجونين ابرياء ! وانا اثق بزهير زاهد فارتديت ملابسي على عجل ووصلنا دورة الصحن الشريف وكانت مئات النساء قد تجمعن فيما يشبه مظاهرة اسناد للانتفاضة ! وجدت باب الصحن مغلقا فطرقناه بالمدقة التاريخية الكبيرة ففتح لنا باب صغير داخل الباب الكبير !! واطل منه معمم مدجج بالسلاح وسألنا بفضاضة : شتريدون مو كسرتوا الباب ؟ فقلت له بلهجة صارمة اريد السيد مسلم الحسيني لأمر عاجل ! فابتسم المعمم وهز يده وقال لي ابهاي البساطة اتشوف السيد مسلم ! فقررت ان استفزه فقلت له ليش منو سيد مسلم قابل هو الله ! فصرخ المعمم تسكت لو اكومك عله الكَاع ! فقال له الدكتور زهير زاهد بعد ان سخن الموقف : اسمع شيخنا الدكتور الصائغ جد السيد مسلم وعم ابيه السيد طاهر ! فاعتذر المعمم وادخلنا الى الصحن واغلق الباب الصغير بقفل كبير! كان السيد مسلم يصلي اماما لرفاقه في سطح الكيشوانية المواجهة لباب القبلة ! فقررنا زهير وانا ان نتمشى في الصحن الشريف فسمعت صوتا مبحوحا ينادي دكتور عبدالإله دخيلك دكتور !! التفت فوجدت الشاعر فلاح عسكر يكلمني من شباك السرداب الواقع تحت مقر الكليدارية الرفيعية ! فاقتربت منه فإذا بوجهه كثير الكدمات ويده مشدودة بياشماغ ويبدو انها مكسورة لانه كان يعلقها بالياشماغ على عنقه ! فقلت له سلامات فلاح اشخيرك . ؟ فقال حظي الاسود ! فقلت له انت في الحلة اشجابك للنجف فتبرع احد السجناء من الحلة وقال دكتور والحسين اجبرونه وخلونه باللوريات واحنه مندري النجف سقطت بيد الجماعة ! فسألت فلاح عسكر هل تريد شيئا اقدمه لك ؟ فقال اريد اسرك واجتمع وياك وحيدتنا ! فطلبت ذلك فادخلوني معه في مقبرة ( بهيئة غرفة مفروشة بالسجاد القاشاني ومزدانة بالثريات والصور والفسيفساء والشموع والبخور كذلك مقابر الصحن داخل الأواوين ) واقفلوا الباب علينا ! فجلسنا في الظلمة وحزنت لحاله فقد كان منهارا تماما ! قال دكتور شتشوف ايكتلوني لو يعفون عني ؟ فقلت له : ليش اتفكر بالموت راح يعفون عنك ان شاء الله فبكى ! ثم قرأ لي قصيدة يشتم فيها صدام حسين وحزب البعث فلم اشجعه على اكمالها فقد فات الأوان ! ثم قرأ لي قصيدة جميلة جدا في استشفاع الحسين واتذكر انه قال فيها انك يا ابا عبد الله ستشفع لقاتليك وسابي نسائك يوم القيامة وانا فلاح عسكر لم اقتل احدا ولم اغتصب امرأة ! غرني الشيطان فمدحت صدام هذا كل ذنبي فاشفع لي ! واشهد ان قلبي كان يتفطر لمرآه ! وطلبت القصيدة الحسينية منه فلم يوافق فقال لا دكتور اريدها وياي فهي تحفظني ! ويبدو ان احدهم كان يصغي الى حوارنا ففتح الباب وقال لفلاح عسكر : مو انته اتكَول اتروح كلها الزلم فدوة لابو هيثم ؟ شبيك متروحله فدوه ؟ ليش خايف وتتوسل بالدكتور ؟ فنهرت المتدخل واخذت اصرخ في وجهه : اطلع بره اطلع برة كلامك ويه فلاح عسكر السجين مو دليل بطولة ابدا بل دليل جبن ! ودخل بعض طلبتي واخرجوا ذلك الرجل ! وقلت للطلبة اجلبوا لفلاح عسكر طعاما وشرابا وقولوا لصديقي الدكتور عدنان الحبوبي ان يأتي فورا لمعالجة فلاح ! وحقا لم اغادر الا بعد ان جاء الطبيب وعالجه واعطاه مسكنات وجع ! فطلبت من الطبيب ان يعطيه فاليوم مع اقراص منومة والا بعد ان جلب له الطعام والشراب فشكرني فلاح عسكر وتركته بعد ان اعيد للسرداب المشؤوم ! واوصيت السيد مسلم الحسيني بالعفو عن فلاح عسكر فقال من جهتي نعم ولكن هناك هيئة محكمة عليا ولست عضوا فيها ! ثم تركت الدكتور زهير زاهد يتكلم مع السيد مسلم الحسيني بصوت خفيض وكان ذلك آخر عهدي بفلاح عسكر الذي اصدرت المحكمة عليه حكما بالاعدام رميا بالرصاص فليرحمه الله وليكن مصيره عبرة لكل من يظن انه بمنجاة من عضب الجماهير ! فوالله جولة البعث ساعة وجولة العراقيين حتى قيام الساعة .

الشاعر الشعبي هادي العكايشي النجفي

اعترف ان فلاح عسكر كان شاعرا ذا عبارة انيقة مع سفالة المعاني التي يتناولها ! ففي شعره صور فنية وجرس تطريب ! مثلا ! لكن هادي العكايشي كان طارئا على الشعر الشعبي ! فهو ناظم شعر وليس شاعرا ! لذلك كان يمثل ويستعين بيديه وحاجبيه وتحولات صوته لكي يمرر هشاشة الجملة الشعرية عنده ! اضطر الى تطويل شعره من الخلف لأنه اصلع ! وكان حين تنقصه موهبة الشعر يشرح للناس مايريده نثرا !! مثلا مرة كتب قصيدة يهاجم فيها الشعب الايراني ويردد الاتهامات الطائفية ضد المذهب الجعفري فيقول الفرس المجوس ! قال نثرا : ياناس ياهو حاضركم يبلغ غايبكم راح الباجة ترخص بالعراق لأنه بدال راس الخروف راح انقدم راس مجوسي ايراني ! وقد ترنم بالنثر كأنه يقرأ شعرا ! وقد جلبت هذه التشبيهات الدموية المقرفة نقمة الناس جميعا ! واتذكر انني كنت في نادي اتحاد ادباء الموصل وشاهدنا معا هادي العكايشي يبشر برخص الباجة التي تشتهر بها الموصل ! حين قال ذلك بصق على الشاشة الشاعر البعثي عبد الوهاب اسماعيل وقال طاحظك عكايشي حمار لعبت نفسي والله بعد ما آكل باجة !

مرة اطل من التلفاز وهو يشتم السيد الخميني رحمه الله بكلمات بذيئة جدا جدا فيصف سيقان الخميني وثدييه ( كذا ) !! وكان يجد التشجيع من سعدون شاكر مدير الامن ووزير الداخلية ! وبقية الرفاق ! ولعل الناس تتذكر كيف كان يعير السيد الخميني نور الله ثراه حين لجأ الى العراق هربا من سافاك الشاه محمد رضا بهلوي صديق صدام حسين ! والعكايشي يخاطب السيد الخميني ويسأله ( دجاج العرب ماغزر ؟؟ ) !! ومرة قرأ قصيدة المغالطات واذكر منها ( هذا جامع الخضرة وذاك مقام زين العابدين ! كَلي ثواب ابوك اشراح من الدين ؟؟ ) وكان الناس يقولون ( كَلي اثواب ابوك اشبقه من الدين ) ! كان في شعره يتطاول على رموز الشيعة والسنة معا ! وقد اصبح هادي العكايشي عملة صعبة فلا احدا يرد له شفاعة ولا طلبا ! وكان المنافقون من النجفيين والبغادنة يقيمون له الولائم الداعرة التي تكلف كل دعوة ثمن بيت في بغداد ! كانت بعض المجالس تجمعنا فاتجاهله ويتجاهلني ومرة قال له صديق مشترك اسمح لي اعرفك بالدكتور الصائغ فلا التفت الي ولا التفت اليه وبعد ساعة قال لي انته دكتور مال شنو ؟ فأجبته دكتور بيطري ! كان يعرف انني استاذ في كلية الآداب ولكنه مولع بتجاهل من هم اعلم منه واشرف وفي هذه يختلف مع فلاح عسكر فقد كان فلاح خجولا ومجاملا اما العكايشي رحمه الله فهو على قدر لايحسد عليه من قلة الذوق او من قلة الادب ! مرة اقترح احد المنافقين ان تقام له احتفالية في الجامعة يمنح خلالها وشاح الجامعة فاعترضت وقلت ابعدوا الجامعة عن مثل هذه الاحتفاليات رجاء وقد تعاطف معي كثير من العمداء ورؤساء الاقسام !! المهم كانت اخبار مزرعته والفضائح التي تزكم الأنوف حديث المجالس النجفية السرية ! وكان بعض القوادين يعمل سائقا في امن النجف وخادما عند هادي العكايشي وفي ذات مرة اراد اختطاف طالبة كوردية من كلية تربية البنات ( ...) وقد نشبت اظافرها في رقبته بحيث نزف السائق واغمي عليه وخابرتنا الطالبة من مركز الشرطة فذهبنا رئيس قسمها البروفسور د. زهير غازي زاهد واستاذها عبد الاله الصائغ وعادت معنا الى الكلية لكننا زهير وانا كنا نتلقى التهديدات تلو التهديدات لاننا كنا نحمي الطالبات الكورديات اللواتي ابعدن الى النجف ظلما وعدوانا ! لقد تحدثت عن هذه الحادثة في مقالات محبة كتبتها لشعب كوردستان ويمكن للقاريء العودة اليها ! وتمر الأيام الثقال حبالى ! ومرة خابرني صديق طفولتي الاستاذ جواد كاظم الشمس وقال لي تهيأ سيدنا سامر عليك بسيارتي واصطحبك الى مسجد الطوسي لحضور فاتحة يقيمها السادة البوشامة ! وبعد نصف ساعة كنا في مجلس الفاتحة وكان كل من يدخل مسجد الطوسي يقرأ الفاتحة على عجل ويخرج ! واصحاب العزاء كانوا يضعون المناديل المعطرة على انوفهم وافواههم ! دخلت الجامع وكأنني تورطت فقد منعتني الرائحة العفنة النفاذة من قراءة الفاتحة او تقديم مراسيم التعزية كانت العفونة فوق طاقة احتمالي فشعرت برغبة للقيء ! فارتبك اصحاب العزاء واعتذروا لي وقالوا ان الرائحة تنبعث من تابوت المرحوم هادي العكايشي المركون داخل الجامع قرب المحراب ! فقد عثر على جسده مقطعا بطريقة انتقامية بعد اسبوع من اختفائه ولأن الفصل كان صيفا فقد تفسخت الجثة وربما عاثت بها الكلاب والثعالى والذئاب !! كنت وانا في حالة الغثيان لا اصدق ماتسمعه اذناي ! اذن هكذا انتهى الشاعر النجفي هادي العكايشي الذي كانت تخاطبه رفيقته الشاعرة الشعبية الكوفية اقبال بأستاذي المفدى فلتأت اقبال ولتفده ان استطاعت ! بعدها علمت ان المعارضة في النجف ارسلت اليه فتاة شريفة كان يتعرض لها ويسمعها اقذر الكلمات وهي ابنة شهيد واخت شهيد وزوجة شهيد ! وكلفت الفتاة باستدراجه الى مزرعته دون حماية لانها من عائلة معروفة وهي تخاف ان يفتضح امرها ! بل وعليه ان يصرف سائقه وخدمة وفلاحيه لكي لا يفتضح سرها ففعل كل ما طلبته منه لان غايته ان يضيفها رقما الى ضحاياه !وضمن اتفاق بين الفتاة ورجال المقاومة الذين كانوا منتشرين في مزرعة هادي العكايشي التي اهداها له صدام حسين كما اهدى غيرها الى حزبيين ورجال امن ومخابرات !! لكن مزرعة هادي العكايشي كانت الاكبر !!

وتقع على الطريق بين النجف وكربلاء ! ومع الظلام وصلت سيارة العكايشي ومعه الفتاة الباسلة ولأن المزرعة دون فلاحين وخدم وحماية فقد انفرد به اعداؤه تحت جنح الظلام وانهالوا عليه بالسكاكين ثم قطعوا اطرافه ولم يسلم منهم حتى عضوه ( كذا ) وإنا لله وانا اليه راجعون اللهم لا شماتة في الموت وكل نفس ذائقة الموت ولكن ميتة الرفيع تختلف عن ميتة الوضيع ! فلتكن نهاية الشاعر المرحوم هادي العكايشي عبرة لكل بعثي يظن ان اللعبة تنطلي على الناس وان ثياب الرياء والنفاق لاتشف عما تحتها ! واكرر القول انني حقا وصدقا اتمنى ان يعدل القراء الاعزاء روايتي فقد يكون لديهم الاضافات المهمة والتعديلات الضرورية ورحم الله امرأ صوب غلطا ولم يغلِّط صوابا .

مشيغن المحروسة

الأربعاء 27 جولاي تموز 2005

سمعان ما سامع به

سمعان .. ما سامع به سلام الواسطي

بعد سقوط الصنم واستبشار الادباء والمثقفين وغيرهم من الشرائح المهمة ، بالتغييرات التي ستحدث ثورة كبرى في حياة المثقف العراقي . الا ان ما حدث لم يسر العدو ولا الصديق . فاتحاداتنا ومنظماتنا ، تسلق اليها الاشباه وناقصي المواهب والمركونين بسبب ضعف ابداعهم او ليسوا بمدعين بالمرة .. ماحدث مثلا في اتحاد الادباء ، احسن الامثلة للتدليل على مهانة الكاتب والاديب العراقي ان كان في عهد الصنم عندما رفض البعض المخلص من الكتابة للطاغوت ، او في عهد ما بعد التغيير ، فانه تهمش واقصي بوضح النهار .. واذا استثنينا البعض من الزملاء اعضاء الاتحاد ممن كابدوا وجاهدوا وكتبوا عن العراق ايام النظام الجبروتي مثل ابراهيم الخياط وفاضل ثامر وعلي الفواز وشوقي كريم وحميد المختار . فأن الطامة والكارثة ان يقودالاتحاد اشخاص لم نعرف من هم ولا اين كانوا وماذا قدموا من ابداعات مثل الفريد سمعان الذي لم نسمع به ولا نعرف اهو شاعر ام كاتب ام صحفي واذا كان شاعرا فلم يحصل ان قرانا له او سمعنا به او ذكره احد في الشعر العراقي . واذا كان غير ذلك لم يدرجه احد في جنس ادبي عراقي .. ولكننا عرفناه من خلال استهانته بالادباء والمثقفين في مقالات مثل ادباء بغداد والمحافظات وكانه اراد القول منخلاله بانه يعرف جيدا حال الادباء وليضحك على ذقون البعض بسرده معاناة ومشاكل الادباء . وفي مقاله عن ادباء الخارج والداخل ، فعل نفس الشيء واعتبر ادباء الخارج مجرد متسولين ينامون على الارصفة ويدمنون الخمر والتسكع . واطلق على البعض بانهم كانوا ( كاولية ) في زمن الصنم . ونقول له ياسمعان الذي لم نسمع به من قبل ، بان جميع الادباء والمثقفين قد سجلوا مواقف لهم سواء مع او ضد ولكننا لم نسمع بموقفك وفضلت الهروب من الوسط الادبي والثقافي لتتمتع بحياتك الهانئة ..